موسوعة الفرق

المَطلَبُ الثَّالِثُ: الطَّائفةُ المنصورةُ


هذه التَّسميةُ أُخِذَت من قولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ظاهِرين حتَّى يأتيَ أمرُ اللهِ وهم ظاهِرون )) [32] رواه البخاري (7311)، ومسلم (1921) من حديثِ المغيرةِ بنِ شُعبةَ رَضِيَ اللهُ عنه. .
وجاء في بعضِ الرِّواياتِ: ((لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي منصورين... )) [33] رواه الترمذي (2192)، وابن ماجه (6)، وأحمد (3/436) (15634) من حديثِ قُرَّةَ بنِ إياسٍ رَضِيَ اللهُ عنه. وقال الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ. وقال الألبانيُّ في ((صحيح سنن الترمذي)) و((صحيح سنن ابن ماجه)): صحيحٌ. .
قال النَّوويُّ: (أمَّا هذه الطَّائفةُ فقال البُخاريُّ: هم أهلُ العِلمِ، وقال أحمَدُ بنُ حَنبَلٍ: إنْ لم يكونوا أهلَ الحديثِ فلا أدري من هم، قال القاضي عِياضٌ: إنَّما أراد أحمَدُ أهلَ السُّنَّةِ والجماعةِ ومَن يَعتَقِدُ مذهَبَ أهلِ الحديثِ. قُلتُ: ويحتَمِلُ أنَّ هذه الطَّائفةَ مُفَرَّقةٌ بَينَ أنواعِ المؤمِنين؛ منهم شِجْعانٌ مُقاتِلون، ومنهم فُقَهاءُ، ومنهم مُحَدِّثون، ومنهم زُهَّادٌ وآمِرون بالمعروفِ وناهون عن المُنكَرِ، ومنهم أهلُ أنواعٍ أُخرى من الخَيرِ، ولا يلزَمُ أن يكونوا مجتَمِعين، بل قد يكونون متفَرِّقين في أقطارِ الأرضِ، وفي هذا الحديثِ مُعجِزةٌ ظاهِرةٌ؛ فإنَّ هذا الوصفَ ما زال -بحَمدِ اللهِ تعالى- من زَمَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى الآنَ، ولا يزالُ حتَّى يأتيَ أمرُ اللهِ المذكورُ في الحديثِ) [34] ((شرح مسلم)) (13/ 66). .

انظر أيضا: