موسوعة الفرق

الفصلُ الخامسُ: الأشاعِرةُ


الأشاعِرةُ فِرقةٌ تُنسَبُ إلى الشَّيخِ أبي الحَسنِ الأشعَريِّ البَصريِّ المُتوفَّى في بَغدادَ سنةَ (324هـ)، لازَم أبا عليٍّ الجُبَّائيَّ البَصريَّ (ت 303 هـ) شيخَ المُعتزِلةِ، وأخَذ عنه مَذهَبَ الاعتِزالِ، ثُمَّ تبرَّأ مِن مَذهَبِ المُعتزِلةِ علنًا، وأكثَر مِن التَّأليفِ في الرَّدِّ عليهم وعلى غَيرِهم مِن أهلِ البِدَعِ [93] يُنظر: ((الفهرست)) لابن النديم (ص: 225)، ((بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية)) لابن تيمية (1/ 204)، ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (7/ 71، 118).  .
وكان ظُهورُ المَذهَبِ الأشعَريِّ في بِدايةِ القَرنِ الرَّابعِ الهِجريِّ، ثُمَّ تطوَّر فيما بَعدُ بواسِطةِ كثيرٍ مِن أئمَّةِ المَذهَبِ الأشعَريِّ؛ كأبي المعالي الجُوَينيِّ، وأبي حامِدٍ الغَزاليِّ، والفَخرِ الرَّازيِّ، حتَّى صار المَذهَبُ الأشعَريُّ فِرقةً كلاميَّةً، فلسفيَّةً، مُرجِئةً، جَبريَّةً، ودخَل مُتأخِّروهم في متاهاتٍ كلاميَّةٍ وفلسفيَّةٍ تُخالِفُ العقيدةَ الصَّحيحةَ التي كان عليها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابُه رضِي اللهُ عنهم [94] يُنظر: ((موقف ابنُ تيميَّةَ: (الأشعَريَّةُ الأغلَبُ عليهم أنَّهم مُرجِئةٌ في بابِ الأسماءِ والأحكامِ، جَبريَّةٌ في بابِ القَدَرِ، وأمَّا في الصِّفاتِ فليسوا جَهْميَّةً مَحضةً، بل فيهم نوعٌ مِن التَّجهُّمِ...، وهُم في الجُملةِ أقرَبُ المُتكلِّمينَ إلى مَذهَبِ أهلِ السُّنَّةِ والحديثِ) [96] ((مجموع الفتاوى)) (6/55). .
وقال ابنُ تيميَّةَ عن مُتكلِّمي الأشاعِرةِ في مفهومِ الإيمانِ: (ذهَبوا مَذهَبَ الجَهْميَّةِ الأولى في أنَّ الإيمانَ هو مُجرَّدُ التَّصديقِ الذي في القلبِ، وإن لم يقترِنْ به قولُ اللِّسانِ، ولم يقتَضِ عَملًا في القلبِ ولا في الجوارِحِ) [97] ((الصارم المسلول على شاتم الرسول)) (ص: 515). .

انظر أيضا: