موسوعة الفرق

الفصلُ الرَّابعُ: الكَرَّاميَّةُ


كان ظُهورُ الكَرَّاميَّةِ في النِّصفِ الأوَّلِ مِن القَرنِ الثَّالثِ الهِجريِّ، وهُم ينتسِبونَ إلى مُحمَّدِ بنِ كَرَّامِ بنِ عِراقٍ السِّجِستانيِّ، المشهورِ بابنِ كَرَّامٍ، المُتوفَّى في القُدسِ سنةَ 255هـ [91] يُنظر: ((سير أعلام النبلاء)) (11/523)، ((ميزان الاعتدال)) (4/21) كلاهما للذهبي، ((البداية والنهاية)) لابن كثير (14/515-517)، ((الوافي بالوفيات)) للصفدي (4/375). .
قال الذَّهبيُّ: (أخبَثُ مقالاتِه أنَّ الإيمانَ قولٌ بلا معرفةِ قلبٍ، كما حكاه عنه ابنُ حِبَّانَ.
وقال أبو مُحمَّدِ بنُ حزمٍ: غُلاةُ المُرجِئةِ طائِفتانِ؛ قالت إحداهما: الإيمانُ قولٌ باللِّسانِ، وإن اعتقَد الكُفرَ بقلبِه فهو مُؤمِنٌ وليٌّ للهِ، مِن أهلِ الجنَّةِ، وهو قولُ مُحمَّدِ بنِ كَرَّامٍ السِّجِستانيِّ وأصحابِه، وقالت الأخرى: الإيمانُ عَقدٌ بالقلبِ وإن أعلَن الكُفرَ بلِسانِه.
قال مُحمَّدُ بنُ أسلَمَ الطُّوسيُّ: لم يَعرُجْ إلى السَّماءِ كلمةٌ أعظَمُ وأخبَثُ مِن ثلاثٍ: قولُ فِرعونَ: أنا ربُّكم الأعلى، وقولُ بِشرٍ المِرِّيسيِّ: القرآنُ مخلوقٌ، وقولُ مُحمَّدِ بنِ كَرَّامٍ: المعرفةُ ليست مِن الإيمانِ. قال الجُورَقانيُّ: كان ابنُ كَرَّامٍ يتعبَّدُ ويتقشَّفُ، وأكثَرُ ظُهورِ أصحابِه بنَيسابورَ وأعمالِها، وبَيتِ المَقدِسِ، وكان يقولُ: الإيمانُ لا يزيدُ ولا يَنقُصُ، وهو قولٌ باللِّسانِ مُجرَّدٌ عن عَقدِ القلبِ وعَملِ الأركانِ، فمَن أقرَّ بلِسانِه بكلمةِ التَّوحيدِ فهو مُؤمِنٌ حقًّا، وإن اعتقَد الكُفرَ بقلبِه، والتَّثليثَ، وأتى كُلَّ فاحِشةٍ وكبيرةٍ) [92] ((تاريخ الإسلام)) (6/188 - 192) باختصارٍ وتصرُّفٍ. !

انظر أيضا: