موسوعة الفرق

المبحَثُ التَّاسِعُ: عقيدةُ الإباضيَّةِ في الصِّراطِ


أنكَر الإباضيَّةُ الصِّراطَ، وقالوا: إنَّه ليس بجِسرٍ على ظَهرِ جَهنَّمَ  [1063] يُنظر: ((غايَة المراد)) للسالمي (ص: 9). .
قال الخليليُّ: (الصِّراطُ ليس هو جِسرًا على مَتْنِ جَهنَّمَ يعَبُرُه السَّالِكون، كما هو رأيُ كثيرٍ من العُلَماءِ، وإنَّما الصِّراطُ هو دينُ اللهِ الحَقُّ الذي تتوقَّفُ نجاةُ كُلِّ أحَدٍ على سُلوكِه بحِذقٍ وحَذَرٍ. أمَّا ما جاء في الرِّواياتِ من أنَّ الصِّراطَ جِسرٌ على مَتنِ جَهنَّمَ يَعبُرُه النَّاسُ، وأنَّه أحَدُّ من السَّيفِ، وأنَّ النَّاسَ يَتفاوتون في عُبورِه؛ منهم من يَعبُرُه كالبَرقِ، ومنهم كالرِّيحِ، ومنهم كالفارِسِ، ومنهم كالماشي، ومنهم من يَهوي بهم في النَّارِ؛ فما هو إلَّا تمثيلٌ لتفاوُتِ النَّاسِ في اتِّباعِ الدِّينِ؛ فمنهم الحاذِقُ الماهِرُ الذي لا يُفرِّطُ في شيءٍ منه، ومنهم من هو دونَ ذلك، ومنهم من تُرْدِيه شَهَواتُه في جهنَّمَ)  [1064] ((شرح غايَة المراد)) (ص: 100- 101). .
وذهب بعضُهم -وهم قِلَّةٌ- إلى إثباتِ الصِّراطِ، وأنَّه جِسرٌ ممدودٌ على مَتنِ جَهنَّمَ  [1065] ((قناطر الخيرات)) لابن موسى (1/318-319)، نقلًا عن ((الإباضية عقيدة ومذهبًا)) لطعيمة (ص: 126). ، والسَّلَفُ على اعتقادِ أنَّ الصِّراطَ جِسرُ جَهنَّمَ، وأنَّ العبادَ يَمُرُّون عليه سُرعةً وبُطئًا حَسَبَ أعمالِهم، ومنهم من تَخطَفُه كلاليبُ النَّارِ فيَهوي فيها، أعاذنا اللهُ مِن ذلك بمَنِّه وفَضْلِه.

انظر أيضا: