موسوعة الفرق

الفَصلُ السَّادِسُ: هَجْرُهم


لقد دَلَّت نصوصُ الكِتابِ والسُّنَّةِ وإجماعِ الأمَّةِ على وجوبِ هَجرِ أهلِ البِدَعِ، وأنَّ في هَجرِهم زجرًا لهم [920] يُنظر: ((الزجر بالهجر)) للسيوطي (ص: 42)، ((شرح السنة)) للبغوي (1/219- 224)، ((شرح مُسلِم)) للنووي (13/106)، ((هجر المبتدع)) لأبي زيد (ص: 21). ، لكِنْ لم يَبرُزْ هَجرُ الصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم للخَوارِجِ كمَوقِفٍ واضِحٍ متكَرِّرٍ منهم؛ لأنَّ الخَوارِجَ أنفُسَهم مُنعَزِلون عن جماعةِ المُسلِمين، وإن كان قد وَرَد عن بعضِ الصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم تَرْكُ مُخاطبتِهم ومخالطتِهم [921] يُنظر: ((الصحابة بين الفرقة والفرق)) للسويلم (ص: 462). .
فقد هَجَر عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ سَماعَ بِدَعِهم، فقد قيل لابنِ عُمَرَ: إنَّ نَجْدةَ يقولُ كذا وكذا، فجَعَل لا يسمَعُ منه؛ كراهيةَ أن يَدخُلَ قَلبَه منه شيءٌ [922] أخرجه اللالكائي في ((شرح أصول الاعتقاد)) (199). .
لذلك يرى أحمَدُ بنُ حَنبَلٍ وُجوبَ مقاطَعةِ الخَوارِجِ وهِجرتِهم وتَركِ التَّعامُلِ معهم، فلا يُباعُ ولا يُشترى منهم، بل ولا يُكَلَّموا ولا يُصَلَّى عليهم [923] يُنظر: ((السنة)) للخلال (ص: 155- 157). ؛ زَجرًا لهم على بِدعتِهم.

انظر أيضا: