موسوعة الفرق

الفَصلُ الخامِسُ: من صِفاتِ الخَوارِجِ: مَيلُهم إلى الجَدَلِ وقُوَّتُهم فيه


كان شُغلُ الخَوارِجِ الشَّاغِلُ محاوَلةَ إقناعِ عُمومِ المُسلِمين بما هم عليه من اعتقادٍ، ونَشرَ أفكارِهم بَينَهم؛ لذا فقد أحوَجوا إلى الجَدَلِ والمُناقَشاتِ الطَّويلةِ لاجتذابِ الأتباعِ.
وقد بذل الخَوارِجُ في الدِّفاعِ عن آرائِهم وجَعْلِ السَّيطرةِ لها على النَّاسِ جُهدًا كبيرًا، سواءٌ كان ذلك بقُوَّتِهم الحربيَّةِ أو بقُوَّتِهم الجدَليَّةِ، وقد حفَلَت كُتُبُ التَّاريخِ والأدَبِ بذِكرِ مجادَلاتِهم مع عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنه، وابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما، وغيرِهما من أعلامِ المُسلِمين، كعَبدِ المَلِكِ بنِ مَرْوانَ وعُمَرَ بنِ عَبدِ العزيزِ.
بل كان عُقَلاءُ الخَوارِجِ ومُفَكِّروهم يَشْكون من كثرةِ انتِشارِ الجَدَلِ بَينَهم، الذي كان سببًا مباشِرًا من أسبابِ تَفَرُّقِ الخَوارِجِ [255] يُنظر: ((الكامل)) للمبرد (2/238). .

انظر أيضا: