الموسوعة الفقهية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: تَعْريفُ بَيْعِ النَّجْشِ


النَّجْشُ لُغةً: أصلُه الِاستِثارةُ، ومِنهُ: نَجَشْتُ الصَّيدَ أنجُشُه -بالضَّمِّ- نَجشًا: إذا استَثَرْتَه، وسُمِّيَ النَّاجِشُ في السِّلعةِ ناجِشًا؛ لأنَّهُ يُثيرُ الرَّغبةَ فيها ويَرفَعُ ثَمنَها، وقيلَ: أصلُه المَدْحُ والإطراءُ ((الصحاح)) للجوهري (3/1021)، ((لسان العرب)) لابن منظور (6/351)، ((المصباح المنير)) 02/594)، وينظر: ((تحرير ألفاظ التنبيه)) للنووي (ص: 184).
بَيْعُ النَّجْشِ اصطِلاحًا: أن يَزيدَ في ثَمَنِ السِّلعةِ مَن لا يُريدُ شِراءَها، بَل ليَخدَعَ غَيرَه ويَغُرَّه ليَزيدَ ويَشتَريَها يُنظر: ((شرح صحيح مسلم)) للنووي (10/159)، ((تبيين الحقائق)) للزيلعي (4/67)، ((الإنصاف)) للمرداوي (4/284)، ((التاج والإكليل)) للمواق (4/377). قال ابنُ عُثَيمين: (مِثالُ ذلك: عُرِضَت سِلعةٌ لِلسَّومِ فصارَ النَّاسُ يَتَزايَدونَ فيها، وكانَ أحَدُ هَؤُلاءِ يَزيدُ في الثَّمَن، وهوَ لا يُريدُ الشِّراءَ، ولَكِن مِن أجلِ مَنفَعةِ البائِعِ؛ لِأنَّه صاحِبُه، أمَّا هوَ فلا يُريدُ السِّلعةَ، أو يُريدُ إضرارَ المُشتَري؛ لِأنَّه عَدُوُّه، أو يُريدُ نَفْعَ نَفسِه كأن يَكونَ عِندَه سِلعةٌ مِثلُها فزادَ في ثَمَنِها لِأجْلِ أن يَزيدَ ثَمنُ سِلعَتِه، أو يُريدُ أن يَقولَ النَّاسُ: فلانٌ ما شاءَ اللهُ يَزيدُ في السِّلعةِ، وهَذا مَعناه أنَّه عِندَه أموالٌ وتاجِرٌ) ((الشرح الممتع)) (8/299).

انظر أيضا: