الموسوعة الفقهية

المَطْلَبُ الثَّاني: تعيينُ الثَّمَنِ وتمييزُه عن المَبِيعِ إذا كانت المُبادَلةُ بَيْنَ نَقْدٍ ونَقْدٍ


يَتَعَيَّنُ الثَّمَنُ ويَتَمَيَّزُ عنِ المَبيعِ إذا كانَتِ المُبادَلةُ بَينَ نَقدٍ ونَقْدٍ بدُخولِ الباءِ على الثَّمَنِ مِنهما، وهو مَذْهَبُ الشَّافِعيَّةِ ((تحفة المحتاج)) لابن حجر الهيتمي (4/406، 407)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (2/70). ، والحَنابِلةِ عند الحنابِلةِ: الثَّمَنُ هو ما دخلت عليه الباءُ مُطلَقًا. ((الإنصاف)) للمرداوي (4/341)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (3/247). ، واختاره ابنُ عثيمين حَيثُ جَعل الثَّمَنَ هوَ ما دَخَلَت عليه الباءُ مُطلَقًا. قال ابنُ عُثَيمين: (قال بَعضُ العُلَماءِ: الثَّمنُ ما دَخَلَت عليه الباءُ، فإذا قُلتَ: بِعْتُ عليكَ ثوبًا بدِرْهَمٍ، فالثَّمنُ الدِّرهَمُ، وإذا قال: بِعْتُ عليكَ دِرهمًا بثوبٍ، فالثَّمَنُ الثَّوبُ، وبِعْتُ عليكَ قَلَمًا بساعةٍ، فالثَّمنُ السَّاعةُ، وبِعْتُ ساعةً بقَلَمٍ، فالثَّمَنُ القَلَمُ، وهَذا هوَ الأظهَرُ حَتَّى في عُرْفِ النَّاسِ؛ أنَّ الثَّمنَ ما دَخَلَت عليه الباءُ) ((الشرح الممتع)) (8/169). ، وذلك لأنَّ هذه الباءَ تُسَمَّى باءَ التثمينِ، كما في قَولِه تعالى: اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ [البقرة: 86] ، فالدُّنيا والآخِرةُ كِلاهُما يُطلَقُ عليه حَياةٌ، فتَعَيَّنَ الثَّمنُ بما دَخَلَتْ عليه الباءُ، فالمُثمَّنُ الدُّنيا والثَّمَنُ الآخِرةُ ((فتح العزيز)) للرافعي (8/431).

انظر أيضا: