الموسوعة الفقهية

الفرعُ الثاني: وَصيَّةُ مُعتقَلِ اللِّسانِ [69] المقصودُ بمُعتقَلِ اللِّسانِ: هو مَن حُبِس عن الكلامِ ولم يَقدِرْ عليه يُنظر: ((تهذيب اللغة)) للأزهري (1/161)، ((لسان العرب)) لابن منظور (11/459)، ((العناية)) للبابَرْتي (10/524) بالإشارةِ


تصِحُّ وَصيَّةُ مُعتقَلِ اللِّسانِ بالإشارةِ المفهومةِ، وهو مَذهبُ المالكيَّةِ [70] عندَ المالكيَّةِ تصِحُّ الإشارةُ مُطلَقًا مِن الأخرسِ ومِن غَيرِه. يُنظر: ((مواهب الجليل)) للحطَّاب (8/517)، ((منح الجليل)) لعُلَيْش (9/506). ، والشَّافعيَّةِ [71] ((روضة الطالبين)) للنووي (6/141)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (3/77). ، وقولُ أبي يُوسفَ مِنَ الحنَفيَّةِ [72] ((البحر الرائق)) لابن نُجَيْم (8/521). ، وقولٌ عندَ الحنابلةِ [73] ((المبدع)) لبرهان الدِّين ابن مفلِح (6/6)، ((الإنصاف)) للمَرْداوي (7/141).
الأدِلَّةُ:
أولًا: مِن السُّنةِ
عن أنسٍ رضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ يَهوديًّا رَضَّ [74] أي: دَقَّ. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (2/ 229)،  ((مرقاة المفاتيح)) للقاري (6/ 2264). رأسَ جاريةٍ بيْنَ حجَرينِ، فقيلَ لها: مَن فعَل بكِ؟ أفلانٌ أو فلانٌ؟ حتى سُمِّيَ اليَهوديُّ، فأومأتْ برَأسِها، فجِيءَ به، فلمْ يَزَلْ حتَّى اعتَرَفَ، فأَمَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فرُضَّ رأسُه بالحِجارةِ )) [75] أخرجه البخاري (2746) واللفظُ له، ومسلم (1672).
وَجْهُ الدَّلالةِ:
جعَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إشارتَها بمَنزلةِ دَعواها ذلكَ بلِسانِها مِن غيرِ اعتِبارٍ منه دَوامَ ذلك عليها مدَّةً مِن الزمانِ؛ فدلَّ على أنَّ مَنِ اعتُقِلَ لِسانُه فهو بمَنزلةِ الأخرسِ، فيجوزُ إقرارُه بالإيماءِ والإشارةِ [76] ((مختصر اختلاف العُلماء)) للطَّحاوي (5/66).
ثانيًا: لأنَّ المُعتقَلَ لِسانُه غيرُ قادرٍ على الكلامِ؛ فأشْبَهَ الأخرسَ [77] ((المغني)) لابن قُدامة (6/217)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (3/77).
ثالثًا: أنَّ المُجوِّزَ إنَّما هو العجزُ، ومُعتقَلُ اللِّسانِ عاجزٌ، ولا فرْقَ بيْنَ الأصليِّ -كالأخرسِ- والعارضِ -كالمُعتقَلِ لِسانُه- [78] ((تبيين الحقائق)) للزَّيْلَعي (6/218).

انظر أيضا: