الموسوعة الفقهية

المسألةُ الثانيةُ: دُخولُ أولادِ البناتِ في الوقْفِ على الذُّرِّيةِ


إذا أُطلِقَ الوقْفُ على الذُّرِّيةِ يَدخُلُ فيه أولادُ البناتِ، وهو مَذهبُ الجُمهورِ: الحنفيَّةِ [398] ((حاشية ابن عابدين)) (4/463). ، والمالكيَّةِ [399] ((شرح الزُّرْقاني على مختصر خليل)) (7/161)، ((منح الجليل)) لعُلَيْش (8/157). ، والشافعيَّةِ [400] ((منهاج الطالبين)) للنووي (ص: 169)، ((تحفة المحتاج)) لابن حجر الهيتمي (6/266). ، وقولٌ للحنابلةِ، قوَّاه شمسُ الدِّينِ ابنُ قُدامةَ [401] ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قُدامة (6/224، 223)، ((كشاف القِناع)) للبُهُوتي (4/287).
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: مِن الكتابِ
قولُه تعالى: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ[الأنعام: 83-85]
بعْدَ أنْ ذكَرَ اللهُ تعالى قصَّةَ إبراهيمَ وعِيسى ومُوسى وإسماعيلَ وإدريسَ، قال: أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ[مريم: 58] [402] ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قُدامة (6/223).
وجْهُ الدَّلالةِ مِن الآيتينِ:
أنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى ذكَرَ عِيسى مِن ذُرِّيةِ إبراهيمَ، وهو ولَدُ بِنتِه [403] ((المغني)) لابن قدامة (6/16)، ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قُدامة (6/223)، ((كشاف القِناع)) للبُهُوتي (4/287).
ثانيًا: أنَّ الذُّرِّيةَ اسمٌ يَجمَعُ نسْلَ الإنسانِ مِن ذكَرٍ وأُنثى [404]((النهاية في غريب الحديث)) لابن الأثير (2/157)، ويُنظر: ((الجوهرة النيرة)) للحداد (1/335).

انظر أيضا: