الموسوعة الفقهية

المَبحثُ الثَّاني: حُكمُ النَّذرِ


يُكرَهُ النَّذرُ، وهو مذهَبُ الحنابِلةِ [3]    ((كشاف القناع)) للبُهُوتي (6/273)، ((مطالب أولي النهى)) للرُّحَيْباني (6/421). ، وقَولُ طائفةٍ مِنَ السَّلفِ [4]    قال التِّرمذيُّ: (العملُ على هذا عِندَ بعضِ أهلِ العِلمِ مِن أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وغَيرِهم؛ كَرِهوا النَّذرَ، وقال عبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ: معنَى الكَراهيةِ في النَّذرِ في الطَّاعةِ والمعصيةِ، وإنْ نَذَرَ الرَّجلُ بالطَّاعةِ فَوفَّى به فله فيه أجرٌ، ويُكرَهُ له النَّذرُ). ((سنن الترمذي)) (4/112). ، وهو اختار ابنُ تيميَّةَ [5]    قال ابنُ تيميَّةَ: (أصْلُ عَقدِ النَّذرِ مَكروهُ؛ فإنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد ثبَتَ عنه أنَّه نَهى عن النَّذرِ، وقال: إنَّه لا يأتي بخَيرٍ؛ وإنَّما يُستخرَجُ به مِنَ البَخيلِ). ((مجموع الفتاوى)) (35/354). ويُنظر: ((مختصر الفتاوى المصرية)) للبَعْلي (ص: 550). ، وابنُ باز [6]    قال ابنُ باز: (النَّذرُ لا يَنبغي، يُكرَهُ، فعليكِ مُستقبَلًا أنْ تَترُكي النَّذرَ؛ لأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «نَهى عن النَّذرِ؛ قال: إنَّه لا يَرُدُّ شَيئًا، وإنَّما يُستَخرَجُ به مِنَ البَخيلِ»). ((فتاوى نور على الدرب)) (16/397). ، وابن عُثيمينَ [7]    قال ابن عُثيمينَ: (أوَّلًا: النَّذرُ مَكروهٌ، ويُكرَهُ للإنسانِ أنْ يَنذِرَ، سواءٌ على الشِّفاءِ، أو على النَّجاحِ، أو على حُصولِ شَيءٍ ضائعٍ له؛ لأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَهى عن النَّذرِ). ((لقاء الباب المفتوح)) رقْم اللقاء (33).
الأدِلَّةُ مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تَنذِروا؛ فإنَّ النَّذْرَ لا يُغْني مِنَ القَدَرِ شَيئًا، وإنَّما يُستَخرَجُ به مِنَ البَخيلِ )) [8]    أخرجه مسلم (1640).
2- عن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أنَّه نَهى عن النَّذرِ، وقال: إنَّه لا يأتي بخَيرٍ، وإنَّما يُستَخرَجُ به مِنَ البَخيلِ )) [9]    أخرجه البخاري (6608)، ومسلم (1639) واللَّفظُ له.
وَجهُ الدَّلالةِ:
الحديثانِ فيهما دَلالةٌ على الكَراهةِ؛ لأنَّه لو كان حرامًا لَما مدَحَ المُوفِينَ به [10]   كما في قوله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ [الإنسان: 7] . ؛ لأنَّ ذَمَّهم بارتِكابِ المُحرَّمِ أشَدُّ مِن طاعتِهم في وفائِه، ولو كان مُستحَبًّا لفَعَلَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولَما نَهى عنه [11]   ((كشاف القناع)) للبُهُوتي (6/273).

انظر أيضا: