الموسوعة الفقهية

الفَرعُ الثَّالِثُ: حَذفُ حُروفِ القَسَمِ مِن لَفظِ الجَلالةِ


تَنعقِدُ اليَمينُ مع حَذفِ حُروفِ القَسَمِ مِن لَفظِ الجَلالةِ، وهذا مَذهَبُ الجُمهورِ: الحَنفيَّةِ [319] أطلق الحَنَفيَّةُ صِحَّةَ اليَمينِ مع إضمارِ حَرفِ القَسَمِ بشَرطِهم في إعرابِه، دونَ اشتراطِ النيَّةِ؛ لِكَونِه مُتعارَفًا عليه. ((الهداية شرح البداية)) للمَرْغِيناني (2/73)، ((البناية شرح الهداية)) للعَيْني (6/124). ، والمالِكيَّةِ [320] اشترط المالِكيَّةُ النيَّةَ. ((شرح الزُّرقاني على مختصر خليل)) (3/91)، ((منح الجليل)) لعُلَيْش (3/9). ، والحَنابِلةِ [321] لم يَشتَرِطِ الحنابِلةُ النيَّةَ مع حَذفِ حَرفِ القَسَمِ، أمَّا إذا كان مِن أهلِ العربيَّةِ ورَفَعَ لَفظَ الجلالةِ، ونوى به غيرَ اليَمينِ؛ فليس بيمينٍ. ((الإنصاف)) للمَرْداوي (11/11)، ((الإقناع)) للحَجَّاوي (4/332)، ((كشاف القناع)) للبُهُوتي (6/233).
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ
عن عُبادةَ بنِ الوليدِ بنِ عُبادةَ بنِ الصَّامِتِ، قال: ((خرجتُ أنا وأبي نَطلُبُ العِلمَ في هذا الحيِّ مِنَ الأنصارِ... إلى قَولِه: ما حَمَلَك على أنِ اختبأْتَ مِنِّي؟ قال: أنا -واللهِ- أُحَدِّثُك ثمَّ لا أَكذِبُك، خَشيتُ واللهِ أن أُحَدِّثَك فأَكذِبَك، وأن أَعِدَك فأُخلِفَك، وكنتَ صاحِبَ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكنتُ -واللهِ- مُعسِرًا. قال: قُلتُ: آللهِ؟ قال: اللهِ. قُلتُ: آللهِ؟ قال: اللهِ. قُلتُ: آللهِ؟ قال: اللهِ. قال: فأتى بصَحيفتِه فمَحاها بيَدِه... )) الحديثَ [322] أخرجه مسلم (3006).
ثانيًا: لأنَّه سائِغٌ في اللُّغةِ العَربيَّةِ، وقد ورَدَ به عُرفُ الاستِعمالِ في الشَّرعِ [323] ((المغني)) لابن قدامة (9/503)، ((المبدع)) لبرهان الدين ابن مفلح (9/227)، ((كشاف القناع)) للبُهُوتي (6/233).

انظر أيضا: