الموسوعة الفقهية

المَطلَبُ السَّادِسُ: الحَلِفُ بمِيثاقِ اللهِ


يَنعَقِدُ الحَلِفُ بميثاقِ اللهِ، باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنفيَّةِ [214] سواءٌ قال: وميثاقِه، أو قال: علَيَّ ميثاقُ الله. ((تبيين الحقائق)) للزَّيْلَعي (3/109)، ((الفتاوى الهندية)) (2/53)، ((حاشية ابن عابدين)) (3/714). ، والمالِكيَّةِ [215] قيَّده المالِكيَّةُ بألَّا يُريدَ بالميثاقِ المعنى الحادِثَ في الخَلْقِ؛ بأن يريدَ الذي واثَقَنا اللهُ به من التكاليفِ؛ كالإيمانِ والصَّلاةِ. ((الرسالة)) لابن أبي زيد (ص: 87)، ((التاج والإكليل)) للموَّاق (3/262)، ((منح الجليل)) لعُلَيْش (3/5). ، والشَّافِعيَّةِ [216] اشترط الشَّافعيَّةُ أن ينويَ بها اليمينَ، ويَسبِقَها بـ (علَيَّ)، سواءٌ قال: علَيَّ ميثاقُه، أو قال: عليَّ ميثاقُ الله، وإنْ أطلَقَ فوَجهانِ: الأصَحُّ أنَّه لا يَنعَقِدُ. ((روضة الطالبين)) للنووي (11/16)، ((تحفة المحتاج)) لابن حجر الهيتمي (10/10)، ((نهاية المحتاج)) للرَّمْلي (8/178). ، والحَنابِلةِ [217] اشترط الحنابلةُ أن يُضافَ إلى اسمِه تعالى، أو ينويَ الإضافةَ، وسواءٌ قال: وميثاقِ اللهِ، أو قال: علَيَّ ميثاقُ الله. ((المبدع)) لبرهان الدين ابن مفلح (9/223)، ((الإنصاف)) للمَرْداوي (11/7)، ((شرح منتهى الإرادات)) للبُهُوتي (3/438). ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك [218] قال الطحاوي: (لا يختَلِفونَ في قَولِه: وعَهدِ اللهِ ومِيثاقِه: أنَّه يمينٌ). ((مختصر اختلاف العلماء)) (2/332). ؛ وذلك لأنَّ الميثاقَ هو العَهدُ المؤكَّدُ بالحَلِفِ، فيَرجِعُ لكَلامِه تعالى [219] ((حاشية البَنَّاني على شرح الزُّرقاني)) (3/90).

انظر أيضا: