الموسوعة الفقهية

المَطلَبُ الثَّاني: طاعةُ الوالِدَينِ في الطَّلاقِ


حقٌّ على الوَلَدِ طاعةُ الوالِدَينِ في طلاقِ امرأتِه إذا كانا مِن أهلِ الدِّيانةِ، ولم يأمُراه بطلاقِها لِمَصلحتِهما.
الأدِلَّةُ مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنه قال: ((كانت تحتي امرأةٌ أحِبُّها، وكان أبي يَكرَهُها، فأمَرَني أبي أن أطَلِّقَها، فأَبيتُ، فذكَرْتُ ذلك للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: يا عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، طَلِّقِ امرأتَك )) [1300]   أخرجه أبو داود (5138)، والترمذي (1189)، وابن حبان (427)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (14893). قال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ. وحَسَّنه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (2/589)، والوادعي في ((الصحيح المسند)) (778)، وصحَّح إسناده أحمد شاكر في ((تحقيق المسند)) (6/322)، وشعيب الأرناؤوط في ((تخريج ابن حبان)) (427).
وَجهُ الدَّلالةِ:
الحديثُ دَليلٌ على طاعةِ الوالِدَينِ في طَلاقِ امرأتِه، إن كانا من أهلِ الدِّيانةِ والصَّلاحِ، ولم يكونا ذَوَي هَوًى [1301]   ((فيض القدير)) للمناوي (4/262).
2- عن أبي عبدِ الرَّحمنِ السُّلَميِّ، قال: ((كان فينا رجلٌ لم تَزَلْ به أمُّه أن يتزوَّجَ حتى تزوَّجَ، ثمَّ أمرَتْه أن يُفارِقَها، فرحلَ إلى أبي الدَّرداءِ بالشَّامِ، فقال: إنَّ أمِّي لم تزَلْ بي حتى تزوَّجتُ، ثم أمرَتْني أن أفارِقَ، قال: ما أنا بالذي آمُرُك أن تفارِقَ، وما أنا بالذي آمُرُك أن تُمسِكَ، سَمِعتُ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: الوالِدُ أوسَطُ أبوابِ الجنَّةِ؛ فأضِعْ ذلك البابَ أو احفَظْه، قال: فرجَعَ وقد فارَقَها )) [1302]   أخرجه الترمذي (1900)، وابن ماجه (2089)، وأحمد في ((المسند)) (27511)، وابن حبان (425). صححه الترمذي، والألباني في ((صحيح الترغيب)) (2486)، وشعيب الأرناؤوط في ((تخريج ابن حبان)) (425).

انظر أيضا: