الموسوعة الفقهية

المَطلَبُ الأوَّلُ: طاعةُ الوالِدَينِ بالمَعروفِ


مِن حُقوقِ الوالِدَينِ: طاعتُهما بالمَعروفِ.
الأدِلَّةُ مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن عليٍّ رضي الله عنه قال: ((بعَث رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَرِيةً، واستعمَلَ عليهم رجلًا مِنَ الأنصارِ، قال: فلمَّا خَرَجوا قال: وجَدَ عليهم في شَيءٍ، قال: فقال لهم: أليس قد أمَركم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن تُطيعوني؟ قال: قالوا: بلى، قال: فقال: اجمَعوا حَطَبًا، ثم دعا بنارٍ فأضرَمَها فيه، ثمَّ قال: عَزَمْتُ عليكم لَتَدْخُلُنَّها! قال: فهمَّ القَومُ أن يدخُلوها. قال: فقال لهم شابٌّ منهم: إنَّما فررتُم إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنَ النَّارِ؛ فلا تَعجَلوا حتى تَلْقَوُا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فإنْ أمَرَكم أن تدخُلوها فادخُلوها، قال: فرجَعوا إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَروه، فقال: لهم: لو دخَلْتُموها ما خرجتُم منها أبدًا، إنَّما الطَّاعةُ في المعروفِ )) [1296]   أخرجه البخاري (7145)، ومسلم (1840).
وَجهُ الدَّلالةِ:
قَولُه: ((إنَّما الطَّاعةُ في المعروفِ)) عامٌّ في كُلِّ مَن أُمِرَ الإنسانُ بطاعتِه، كالوالِدَينِ؛ فلا طاعةَ لهما إلَّا في المعروفِ [1297]   ((التنوير شرح الجامع الصغير)) للصنعاني (4/169)، ((بهجة قلوب الأبرار)) للسعدي (ص: 132)، ((مجموع فتاوى ابن باز)) (6/310).
2- عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((الكبائرُ: الإشراكُ باللهِ، وعُقوقُ الوالِدَينِ، وقَتلُ النَّفْسِ، واليَمينُ الغَموسُ )) [1298]   أخرجه البخاري (6675).
وَجهُ الدَّلالةِ:
قَولُه: ((وعقوقُ الوالِدَينِ)) تنبيهٌ على أنَّ عِصيانَهما كبيرةٌ مِنَ الكبائِرِ، وهو إيماءٌ إلى طاعتِهما في المعروفِ بغيرِ مَعصيةِ الله تعالى [1299]   ((المفاتيح في شرح المصابيح)) للمظهري (1/137).

انظر أيضا: