الموسوعة الفقهية

تمهيد


أوَّلًا: أهميَّة الطَّهارةِ في الإسلامِ  
1- عنايةُ الإسلامِ بالطَّهارةِ:
قال اللهُ تبارك وتعالى لنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مستهلِّ دَعوتِه: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر: 4]
وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((الطُّهورُ شَطرُ الإيمانِ قال ابن رجب: (الصحيحُ الذي عليه الأكثرون: أنَّ المرادَ بالطُّهورِ هاهنا: التَّطهُّرُ بالماء مِن الأحداثِ) ((جامع العلوم والحكم)) (2/7). )) رواه مسلم (223). من حديث أبي مالك الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عنه.
2- محبَّةُ اللهِ سبحانه للمُتطهِّرين:
قال اللهُ تعالى: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: 222]
3- ثناؤه على المُتَطهِّرين:
قال سبحانه: فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ [التوبة: 108]
ثانيًا: تعريفُ الطَّهارةِ وأقسامُها
تعريفُ الطَّهارةِ
الطَّهارة لُغةً: النَّزاهةُ والنَّظافةُ مِنَ الأدناسِ والأوساخِ ((لسان العرب)) لابن منظور (4/506)، ((أنيس الفقهاء)) للقونوي (1/5)، ((مواهب الجليل)) للحطَّاب (1/60)، ((الفروع)) لابن مفلح (1/56).
الطَّهارةُ اصطلاحًا: رفْعُ الحدَثِ وما في معناه، وزوالُ الخَبَث ((مواهب الجليل)) للحطَّاب (1/60،61)، ((المجموع)) للنووي (1/79)، ((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (1/26).
فالطَّهارة تُطلَقُ على معنيينِ:
أحدُهما: زَوالُ الخَبَثِ وهو النَّجاسةُ، والمقصودُ منه: طهارةُ البَدَنِ والثَّوبِ والمكانِ.
والثَّاني: رفْعُ الحدَثِ (والمقصودُ منه: الطَّهارةُ بالوُضوءِ، والغُسلِ)، وما في معنى رفْعِ الحدَثِ، وهو كلُّ طهارةٍ لا يحصُلُ بها رفعُ الحَدَث، أو لا تكون عن حَدَثٍ ( كطهارةِ مَن به سَلَسُ بولٍ، أو تجديدِ الوضوءِ، وغَسلِ اليدينِ بعد القيامِ مِن نومِ اللَّيلِ).
أقسامُ الطَّهارة
أ- باعتبارِ مَحلِّها: وتنقسِمُ إلى قِسمينِ ((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (1/25). :
الأوَّلُ: الطَّهارةُ الباطِنةُ: وهي طهارةُ القَلبِ من الشِّرك، والغلِّ والبغضاءِ لعبادِ الله المؤمنينَ، وهي أهمُّ من طهارةِ البَدَنِ؛ بل لا يمكِنُ أن تقومَ طهارةُ البَدَنِ الشرعيَّةُ مع وجودِ نجَسِ الشِّركِ.
- قال تعالى: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ [التوبة: 28]
- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ المؤمِنَ لا يَنجُسُ )) رواه البخاريُّ (285)، ومسلم (371).
الثَّاني: الطَّهارةُ الحسيَّة، وهي الطَّهارةُ مِنَ الأحداثِ والأنجاسِ.
ب- باعتبارِ نَوعِها:
النوع الأوَّل: الطَّهارةُ مِنَ الحدَثِ
وتنقسِمُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ:
الأوَّل: الطَّهارةُ الكبرى: وهي الغُسْلُ.
الثَّاني: الطَّهارةُ الصُّغرى: وهي الوضوءُ.
الثَّالث: طهارةٌ بدلٌ منهما: وهي التيمُّمُ.
النَّوع الثَّاني: الطَّهارةُ مِنَ الخبَثِ
وتنقسِمُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ:
الأوَّل: طهارة غَسلٍ.
الثَّاني: طهارة مَسحٍ.
الثَّالث: طهارة نَضحٍ ((بداية المجتهد)) لابن رشد (1/7)، ((الفقه الإسلامي وأدلَّته)) للزحيلي (1/238).
ثالثًا: تعريفُ الحدَثِ وأقسامُه
تعريف الحدَثِ
الحدَثُ لُغةً: مِن الحدوثِ، وهو الوقوعُ والتجدُّدُ، وكونُ الشَّيءِ بعد أنْ لم يكُنْ، ويأتي بمعنى الأمرِ الحادِثِ المنكَرِ الذي ليس بمعتادٍ ولا معروفٍ، ومنه مُحدَثاتُ الأمورِ ((لسان العرب)) لابن منظور (2/131)، ((المصباح المنير)) للفيومي (1/124).
الحدَثُ اصطلاحًا: وصفٌ قائمٌ بالبَدَنِ يمنَعُ مِنَ الصلاةِ ونحوِها، ممَّا تُشترَطُ له الطَّهارةُ ((حاشية الدسوقي)) (1/32)، ((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (1/25).
أقسامُ الحَدَثِ
ينقسِمُ الحدَثُ إلى نَوعينِ:
النَّوع الأوَّل: الحدَث الأصغرُ، وهو ما يجِبُ به الوضوءُ؛ كالبولِ، والغائطِ، وخروجِ الرِّيحِ.
والنَّوع الثَّاني: الحدَث الأكبر، وهو ما يجِبُ به الغُسلُ؛ كمَن جامَعَ أو أنزَلَ.

انظر أيضا: