الموسوعة الفقهية

الفصل الأوَّل: تعريفُ الطَّوافِ ومَشْرُوعِيِّتُه وفضائِلُه


المبحث الأوَّل: تعريفُ الطَّوافِ
الطَّوافُ لغةً: دورانُ الشَّيءِ على الشَّيءِ ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/ 432), ((لسان العرب)) لابن منظور (9/ 225).
الطَّوافُ اصطلاحًا: هو التعبُّدُ لله عزَّ وجلَّ، بالدَّوَرانِ حولَ الكعبةِ على صفةٍ مخصوصةٍ ((المبسوط)) للسرخسي (4/39)، ((الموسوعة الفقهية الكويتية)) (25/11).
المبحث الثَّاني: مشروعيَّة الطَّوافِ
الطَّوافُ بالبيتِ عبادةٌ مَشْروعةٌ.
الأدِلَّة:
أوَّلًا: مِنَ الكِتاب
1- قولُه تعالى: وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [البقرة: 125]
2- قولُه تعالى: وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [الحج: 26]
3- قولُه تعالى: ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ [الحج: 29]
ثانيًا: مِنَ السُّنَّةِ
1- حديثُ جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، الطَّويلُ، في صِفَةِ حَجِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((حتَّى إذا أتَيْنا البيتَ معه استلَمَ الرُّكْنَ، فرَمَلَ ثلاثًا، ومشى أربعًا... )) الحديث رواه مسلم (1218).
2- عَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا طاف في الحَجِّ أو العُمْرةِ أوَّلَ ما يَقْدَمُ سعى ثلاثةَ أطوافٍ، ومشى أربعةً، ثم سجَدَ سجدتينِ، ثم يطوفُ بين الصَّفا والمروةِ )) رواه البخاري (1616) واللفظ له، ومسلم (1621).
3- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: ((أوَّلُ شيءٍ بدأ به حين قَدِمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه توضَّأَ، ثم طاف )) رواه البخاري (1641)، ومسلم (1235).
المبحث الثَّالث: فَضْلُ الطَّوافِ
عَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن طاف بهذا البيتِ أُسْبوعًا فأحصاه، كان كعِتْقِ رقبةٍ؛ لا يضَعُ قَدَمًا، ولا يرفَعُ أخرى، إلَّا حَطَّ اللهُ عنه بها خطيئةً، وكَتَبَ له بها حسنةً )) رواه الترمذي (959) واللفظ له، والنسائي (2919)، وأحمد (5701). حسنه الترمذي وابن القطان في ((الوهم والإيهام)) (4/276)، وحسن إسناده أحمد شاكر في تحقيق ((مسند أحمد)) (8/62)، وصحَّحه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (959)
المبحث الرابع: مِن حِكَمِ مَشروعيَّة الطَّوافِ
مِن حِكَم التقرُّبِ إلى اللهِ بعبادةِ الطَّوافِ؛ إقامةُ ذِكرِ الله تبارك وتعالى؛ فما يقومُ بقَلْبِ الطَّائف مِن تعظيمِ الله تعالى يجعَلُه ذاكرًا لله تعالى، وتكون حرَكاتُه ومَشْيُه واستلامُه للحَجَرِ والرُّكنِ اليمانيِّ، والإشارةُ إلى الحَجَر- يكونُ كلُّ ذلك ذِكرًا لله تعالى؛ لأنَّها عباداتٌ، وكلُّ العبادات ذِكرٌ لله تعالى بالمعنى العامِّ، فضلًا عمَّا ينطِقُ به بلسانه مِنَ التكبيرِ والذِّكرِ والدُّعاءِ؛ فهو ذِكرٌ للهِ تعالى [1539] انظر: ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (2/318).

انظر أيضا: