الموسوعة الفقهية

المَبحثُ الخامس: الدُّعاءُ لصَرْفِ ضَررِ المَطرِ الكثيرِ


إذا كثُرتِ الأمطارُ، وتضرَّر الناسُ بها، فالسُّنَّة أنْ يدعوَ اللهَ برفْعِها، وأنْ يجعلَها في أماكنَ تنفعُ ولا تضرُّ، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة: الحَنَفيَّة ((الدر المختار للحصكفي، مع حاشية ابن عابدين)) (2/185)، ((مراقي الفلاح)) للشرنبلالي (ص: 208). ، والمالِكيَّة ((حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني)) (1/406)، وينظر: ((الفواكه الدواني)) للنفراوي (2/661، 662). ، والشافعيَّة ((المجموع)) للنووي (5/95)، ((تحفة المحتاج)) للهيتمي (3/82، 83). ، والحَنابِلَة ((شرح منتهى الإرادات)) للبهوتي (1/338)، وينظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/328).
الأدلَّة:
أولًا: من السُّنَّة
عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ رجلًا دخَلَ المسجدَ يومَ جُمُعةٍ من بابٍ كان نحوَ دار القضاء، ورسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قائمٌ يخطب. فاستَقبَلَ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قائمًا، ثم قال: يا رسولَ الله، هلكتِ الأموالُ وانقطعتِ السُّبل، فادعُ الله يُغِثْنا، قال: فرفَع رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يديه، ثم قال: اللهمَّ أغِثْنا، اللهمَّ أغِثَنا، اللهم أغِثْنا! قال أنسٌ: ولا واللهِ، ما نرى في السَّماءِ من سحابٍ ولا قزعة، وما بيننا وبين سَلْعٍ من بيتٍ ولا دارٍ، قال فطلعتْ من ورائه سحابةٌ مثلُ التُّرس، فلمَّا توسَّطتِ السَّماءَ انتشرتْ، ثم أمطرتْ. قال: فلا واللهِ، ما رأينا الشمسَ سَبْتًا. قال: ثم دخَل رجلٌ من ذلك الباب في الجُمُعة المقبِلة، ورسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قائمٌ يخطب، فاستقبله قائمًا، فقال: يا رسولَ الله، هلكتِ الأموالُ وانقطعتِ السُّبل؛ فادْعُ اللهَ يُمْسِكْها عنَّا، قال: فرَفَع رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يديه، ثم قال: اللهمَّ حَوْلَنا ولا علينا، اللهمَّ على الآكامِ والظِّراب، وبُطونِ الأوديةِ، ومنابتِ الشَّجرِ، فانقلَعتْ، وخرَجْنا نمشى في الشَّمس. قال شريك: فسألتُ أنسَ بن مالك: أهو الرَّجلُ الأول؟ قال: لا أدْري رواه البخاريُّ (1014)، ومسلم (897) واللَّفظ له، وفي البخاريِّ: (ستًّا) بدَل (سبتًا). و(حوالينا) بدل (حَوْلنا).
ثانيًا: أنَّ الضَّرر بزيادة المطَر أحدُ الضَّررينِ؛ فيُستحبُّ الدُّعاءُ لإزالتِه كانقطاعِه ((المغني)) لابن قدامة (2/328).


انظر أيضا: