الموسوعة الفقهية

المبحث الرابع: خروجُ الكفَّارِ وأهلِ الذِّمَّةِ في صلاةِ الاستِسقاءِ


إنْ خرَجَ أهلُ الذِّمَّةِ للاستِسقاءِ، لم يُمنَعوا، ويُؤمَرون بالانفرادِ عن المسلمينَ، وهذا مذهبُ الجمهور: المالِكيَّة ((التاج والإكليل)) للمواق (2/206)، وينظر: ((شرح مختصر خليل)) للخِرشي (2/110). وعندَهم يخرجون وقتَ خروجِ الناس يعتزلون ناحيةً، ولا يخرجون قبل خروج الناس ولا بعدَهم؛ لأنَّه يُخشَى إن استسقوا قبلُ أو بعدُ أن يُوافقوا نزولَ الغيثِ، فيكون في ذلك فِتنةٌ للناس. ، والشَّافعيَّة ((المجموع)) للنووي (5/72)، ((نهاية المحتاج)) للرملي (2/420). ، والحَنابِلَة ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/69)، وينظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/328). قال ابنُ قُدامة: (لا يُستحبُّ إخراجُ أهل الذمَّة؛ لأنَّهم أعداءُ الله الذين كفَروا به، وبدَّلوا نِعمتَه كفرًا؛ فهم بعيدون من الإجابة، وإن أُغيث المسلمون فربَّما قالوا: هذا حصَل بدُعائنا وإجابتنا، وإنْ خرجوا لم يُمنعوا؛ لأنَّهم يطلبون أرزاقَهم من ربِّهم؛ فلا يُمنعون من ذلك، ولا يَبعُد أن يُجيبَهم الله تعالى؛ لأنَّه قد ضَمِن أرزاقَهم في الدنيا، كما ضَمِن أرزاقَ المؤمنين، ويُؤمَروا بالانفراد عن المسلمين؛ لأنَّه لا يُؤمَن أن يُصيبَهم عذابٌ؛ فيعمَّ مَن حضرَهم) ((المغني)) 2/328).
وذلك للآتي:
أولًا: أنَّهم يَطلُبون أرزاقَهم من ربِّهم، فلا يُمنَعون من ذلِك؛ لأنَّه قدْ ضمِن أرزاقَهم في الدُّنيا، كما ضَمِن أرزاقَ المؤمنين ((المغني)) لابن قدامة (2/328)، ((المجموع)) للنووي (5/66).
ثانيًا: أنَّ دُعاءَ الكفَّارِ قد يُستجابُ في أحوالِ الدُّنيا ((مجمع الأنهر)) لشيخي زاده (1/208).
ثالثًا: ويُؤمَرونَ بالانفراد عن المسلمين؛ لأنَّه لا يُؤمَنُ أنْ يُصيبَهم عذابٌ؛ فيعمَّ مَنْ حضَرَهم ((المغني)) لابن قدامة (2/328).

انظر أيضا: