الموسوعة الفقهية

المَطلَب السَّابع: غَلبةُ النَّومِ


مِن الأعذارِ المسقِطةِ لصلاةِ الجماعةِ غَلبةُ النُّعاسِ والنَّومِ إنِ انتظر صلاةَ الجماعةِ؛ نصَّ على هذا فقهاءُ الشافعيَّة [4258] ((روضة الطالبين)) للنووي (1/346)، ((المجموع)) للنووي (4/206). ، والحنابِلَة [4259] ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/496)، وينظر: ((المغني)) لابن قدامة (1/452). وهو اختيارُ ابن عُثَيمين قال ابنُ عُثيمين: (... رجل مُتعَب بسبب عمَل أو سفر، فأخذه النعاسُ، فهو بين أمرين: إمَّا أن يذهب ويُصلِّي مع الجماعة، وهو في غلبة النُّعاس لا يدري ما يقول. وإمَّا أن ينام حتى يأخذ ما يزولُ به النعاس ثم يُصلِّي براحة، فنقول: افعل الثاني؛ لأنَّك معذور). ((الشرح الممتع)) (4/316- 317).
الأدلَّة:
أولًا: من السُّنَّة
1- عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، أنَّ معاذَ بنَ جبل رَضِيَ اللهُ عنه، كان يُصلِّي مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثم يأتي قومَه فيُصلِّي بهم الصَّلاة، فقرأ بهم البقرة، قال: فتجوَّز رجلٌ فصلَّى صلاةً خفيفة، فبلَغَ ذلك معاذًا، فقال: إنَّه منافقٌ، فبَلغ ذلك الرجُلَ، فأتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ الله، إنَّا قومٌ نعمل بأيدينا، ونَسقي بنواضِحنا، وإنَّ معاذًا صلَّى بنا البارحةَ، فقرأ البقرةَ، فتجوَّزتُ، فزعَم أنِّي منافِقٌ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((يا معاذُ، أَفتَّانٌ أنت- ثلاثًا! اقرأ: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، ونحوها)) رواه البخاري (6106)، ومسلم (465).
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عذَرَ الرجلَ الذي قطع صلاتَه مع معاذ، ولم يُنكِرْ عليه؛ وذلك لأنَّ معاذًا كان يُطيلُ صلاة العِشاء، وهم في حاجةٍ إلى النومِ والراحةِ للعمل صباحًا ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/496).
2- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا نَعَسَ أحدُكم وهو يُصلِّي فلْيرقُدْ، حتى يذهبَ عنه النومُ، فإنَّ أحدَكم إذا صلَّى وهو ناعِسٌ، لا يَدري لعلَّه يَستغفِرُ فيسُبَّ نفسَه! )) رواه البخاري (212)، ومسلم (786).
ثانيًا: أنَّه إنِ انتظرَ صلاةَ الجماعةِ وقد غَلَبه النعاسُ والنومُ، فقدْ يُباغِتُه النومُ، فتفوته صلاةُ الجماعةِ، والصَّلاةُ في وقتِها ((المغني)) لابن قدامة (1/452)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/496).

انظر أيضا: