الموسوعة الفقهية

المبحث الأوَّلُ: ما يُسَنُّ قولُه بعدَ الصَّلاة مِن الأدعيَةِ


أوَّلًا: أستغفرُ اللهَ ثلاثًا
الدَّليلُ مِن السُّنَّة:
عن ثَوبانَ رضيَ اللهُ عنه مولَى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، إذا انصرَفَ مِن صلاتِه، استغفَرَ ثلاثًا... )) رواه مسلم (591)
ثانيًا: ربِّ قِنِي عذابَك يومَ تبعَثُ عِبادَكَ
الدَّليلُ مِن السُّنَّة:
عن البَرَاءِ بنِ عازبٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((كنَّا إذا صلَّيْنا خَلْفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أحبَبْنا أنْ نكونَ عن يمينِه، يُقبِلُ علينا بوجهِه، قال: فسمِعْتُه يقولُ: ربِّ قِنِي عذاَبك يومَ تبعَثُ أو تجمَعُ عِبادَكَ )) رواه مسلم (709)
ثالثًا: اللهمَّ أعِنِّي على ذِكرِكَ وشُكرِكَ وحُسْنِ عبادتِكَ
الدَّليلُ مِن السُّنَّة:
عن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخَذَ بيدِه وقال: يا مُعاذُ، واللهِ إنِّي لَأُحِبُّك، واللهِ إنِّي لَأُحِبُّك، فقال: أُوصيكَ يا مُعاذُ؛ لا تَدَعَنَّ في دُبُرِ اختلف أهلُ العلم في المراد بقوله: ((دُبرَ كلِّ صلاةٍ))، فقال الجمهور: دُبر الصلاة بعدَها، وحُكي إجماعًا، وذهب بعضُ العلماء إلى أنَّ المراد به آخِرُ الصلاة قبل الخروج منها، وعليه بعضُ أئمَّة الحديث، ورجَّحه ابنُ تيميَّة وابن عُثَيمين. قال ابن القيِّم: (ودُبر الصلاة يحتمل قبل السلام وبعدَه، وكان شيخُنا يرجِّح أن يكون قبلَ السلام، فراجعتُه فيه، فقال: دُبر كلِّ شيءٍ منه، كدُبرِ الحيوان) ((زاد المعاد)) (1/305). ولابن عُثَيمين تفصيل في ذلك، حيث قال: (كلمة دُبر القاعدة فيها: أنَّه إذا كان المذكور أذكارًا، فإنه يكون بعد السلام، وإذا كان المذكور دعاءً، فإنه يكون قبل السَّلام؛ لأنَّ ما قبل السلام وبعد التشهُّد هو دُبر الصلاة، وكما قال ابن تيمية دُبر الشيء مِن الشيءِ، كما يُقال: دُبر الحيوان المؤخِّرة، وعلى هذا فيكون حديثُ سعد بن أبي وقاص، وحديث معاذ بن جبل، يكون هذا الدعاء قبل أن تُسلِّم إذا انتهيتَ من التشهُّد) ((شرح رياض الصالحين)) (5/499). وقال ابنُ حجر: (فإن قيل: المراد بدُبر كل صلاة قُربُ آخرها، وهو التشهد، قلنا: قد وردَ الأمرُ بالذِّكر دُبرَ كل صلاة، والمراد به بعد السلام إجماعًا، فكذا هذا حتى يثبتَ ما يخالفه) ((فتح الباري)) (11/133).  وقال الشَّوكانيُّ: (دُبر الصلاة بعدها على الأقرب... ويحتمل دُبر الصلاة آخرها قبل الخروجِ منها؛ لأنَّ دبر الحيوان منه، وعليه بعضُ أئمَّة الحديث). ((نيل الأوطار)) (2/343) وينظر: ((سبل السلام)) للصنعاني (1/294). كلِّ صلاةٍ تقولُ: اللهمَّ أعِنِّي على ذِكرِكَ وشُكرِكَ وحُسْنِ عبادتِكَ )) رواه أبو داود (1522)، والنسائي (3/53)، وأحمد (5/244) (22172) صحَّح إسنادَه النَّوويُّ في ((المجموع)) (3/486)، وابن الملقِّن في ((الإعلام)) (4/14)، وصحَّحه ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (7/97)، وابن حجر في ((الفتوحات الربانية)) (3/55)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (1522)، والوادعي في ((الصحيح المسند)) (1117).
رابعًا:
اللهمَّ اغفِرْ لي ما قدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسرَرْتُ وما أعلَنْتُ، وما أسرَفْتُ وما أنت أعلَمُ به منِّي، أنتَ المُقدِّمُ وأنتَ المُؤخِّرُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ .
الدَّليلُ مِن السُّنَّة:
عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا سلَّمَ مِن الصَّلاةِ قال: اللهمَّ اغفِرْ لي ما قدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسرَرْتُ وما أعلَنْتُ، وما أسرَفْتُ وما أنت أعلَمُ به منِّي، أنتَ المُقدِّمُ وأنتَ المُؤخِّرُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ )) رواه أبو داود (1509)، وأحمد (803)، والدارقطني (1137) صحَّح إسنادَه النَّوويُّ في ((المجموع)) (3/486) وقال: وهو إسنادُ مسلم. وصحَّحه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (1509).
خامسًا:
اللهمَّ إني أعوذُ بك مِن الجُبْنِ، وأعوذُ بك مِن البُخلِ، وأعوذُ بك مِن أنْ أُرَدَّ إلى أرذَلِ العُمُرِ، وأعوذُ بك مِن فتنةِ الدُّنيا وعذابِ القبرِ.
الدَّليلُ مِن السُّنَّة:
عن سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يتعوَّذُ بهنَّ دُبُرَ ذهَب بعضُ أهل العلم إلى أنَّ هذا الدعاء مشروعٌ قبل السلام، وهذا بناء على الخلاف في معنى دُبر الصلاة، وقد تقدَّم. ينظر: ((فتاوى نور على الدرب)) لابن باز (12/65). الصَّلاةِ، اللهمَّ إنِّي أعوُذ بك مِن الجُبْنِ، وأعوذُ بك مِن البُخلِ، وأعوذُ بك مِن أرذَلِ العُمُرِ [2665] أرذَلِ العُمُرِ أي: آخِره فِي حَالِ الكِبَر والعَجْزِ والخرَفِ. والأرْذَلُ مِنْ كلِّ شىء: الرَّديء منه. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (2/217). ، وأعوذُ بك مِن فِتنةِ الدُّنيا وعذابِ القَبْرِ )) رواه البخاري (6374).

انظر أيضا: