قراءة وتعريف

السجل العلمي لمؤتمر الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي (قراءة وتعريف)
book
مجموعة باحثين
عنوان الكتاب: السجل العلمي لمؤتمر الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي
اسـم المؤلف: مجموعة باحثين
النـاشــر: جامعة القصيم وكرسي الشيخ ابن عثيمين للدراسات الشرعية
رقم الطبعة: بدون
سنة الطبع: 1441هـ
عدد الأجزاء: 4
نوع الكتاب: مؤتمر أقامته جامعةُ القصيمِ ممثَّلةً في كليَّةِ العلومِ والآدابِ، وبالتعاونِ مع كُرسيِّ الشيخِ ابنِ عُثَيمين للدِّراساتِ الشَّرعيَّةِ


التعريفُ بموضوعِ الكِتابِ:

(إنَّ العُلماءَ هم سِراجُ الأُمَمِ، وينابيعُ المعارفِ، بهم تزدهِرُ العلومُ وتخبو الجهالاتُ، فمدارسُهم ضياء، ومجالِسُهم أَفْياء.

وفي مطلع القَرنِ الثالِثَ عشَرَ الهجريِّ كان ميلادُ عالم ٍمتفَرِّدٍ وفقيهٍ جَهبَذٍ، في البلادِ النَّجْديةِ، في واسِطةِ عِقدِها وفي إحَدى حواضِرِها؛ في القَصيمِ، في عُنَيزة، وُلِدَ العلَّامةُ عبدُ الرحمنِ بنُ ناصرٍ السعديُّ في وقتٍ كانت البلادُ تعيشُ قلاقِلَ وحروبًا وفقرًا وجهالةً. لم يكن العلمُ من اهتماماتِ الناسِ وتطلُّعاتِهم، فكان من توفيقِ اللهِ له أن أخَذَ بأسبابِ العلمِ والمعرفةِ والرِّفعةِ، فتشَرَّب من علومِ الشريعةِ وتأهَّل بآلاتها؛ فأضحى عَلَمًا من أعلامِ البلادِ، وطَبقَ اسمُه المشارقَ والمغاربَ.

إنَّ النَّاظِرَ في سيرةِ هذا الإمامِ يجِدُ أنَّه تفَرَّد عن مُعاصريه في أمورٍ شَتَّى؛ فقد كان واسِعَ الاطِّلاعِ للعُلومِ الشَّرعيَّةِ والماديَّةِ، وفي التدريسِ والتعليمِ كان مجدِّدًا ومُلهَمًا، وفي البحثِ والنَّظَرِ كان مجتهِدًا لا يقتَصِرُ على مذهبٍ بعينه، وفي الكتابةِ والتأليفِ كان مُبدِعًا، جمع بين الجودةِ في الأسلوبِ والمعاني المبتكَرةِ، وألَّف العديدَ من الكُتُبِ التي اشتملت على العلومِ بأسلوبٍ رشيقٍ ونظَرٍ سديدٍ وجمعٍ للقواعدِ العامَّةِ والمعاني الكُلِّيةِ، وهو أوَّلُ عالمٍ نجْديٍّ يضع تفسيرًا كاملًا للقرآنِ الكريمِ.

كانت هذه الكُتُبُ وما زالت منابِعَ يرتشِفُ منها الناسُ وَيصدُرون عنها ويرجِعون إليها.

وقد كان مع هذا العلمِ الواسِعِ سَمْحَ النَّفسِ، كريمَ الخُلُقِ، طَيِّبَ المَعْشَرِ، ضاحِكَ المحَيَّا، رفيقًا بالناسِ، قريبًا منهم، يلتمِسُ حاجاتِهم، وينظُرُ في مشكلاتِهم؛ فمَلَك حُبَّهم، وانقادوا له وتأثرَّوا بفَقْدِه). [من مقدمة ملخَّصات بحوث المؤتمر - بتصَرُّفٍ يسيرٍ]

لذا فقد قامت جامعةُ القصيمِ مشكورةً ممثَّلةً في كليَّةِ العلومِ والآدابِ، وبالتعاونِ مع كُرسيِّ الشيخِ ابنِ عُثَيمين للدِّراساتِ الشَّرعيَّةِ؛ بتنظيمِ مؤتمرٍ يُلقي الضوءَ على جوانِبَ من سيرةِ هذا العالمِ، وإسهاماتِه العِلميَّةِ، وكان المؤتمرُ بعنوان: (الشيخُ العلَّامةُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ ناصرٍ السعديُّ - آثارُه العِلميَّةُ والدَّعَويةُ) يهدفُ المؤتمَرُ إلى تناوُلِ جهودِ الشَّيخِ رحمه الله، وتسليطِ الضَّوءِ على تراثِه العِلميِّ.
 

وقد قُدِّم في المؤتمَرِ اثنان وخمسون بحثًا ضِمنَ عَشرةٍ محاورَ، على النَّحوِ التالي:

الأوَّلُ: مظاهِرُ إبرازِ السعديِّ لهداياتِ القرآنِ (سبعةُ بحوثٍ).

تحدَّث فيه الباحثون عن مظاهرِ إبراز السعديِّ لهداياتِ القرآنِ، وعن منهجيَّتِه في التفسيرِ الإجماليِّ، والمَلَكةِ التفسيريَّةِ عنده، وعن الاتِّجاهِ المقاصِديِّ في تفسيرِه.

الثَّاني: جهودُ الشَّيخِ السعديِّ ومَنهَجُه في خِدمةِ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ (أربعةُ بُحوثٍ).

وكانت أبرزُ بحوثِه عن منهجِه في الحُكمِ على الأحاديثِ وشَرْحِه لها واستِشهادِه بالرِّواياتِ.

الثَّالِثُ: جهودُ الشَّيخِ السعديِّ في العقيدةِ ومَنهَجُه في التعامُلِ مع المخالِفين (عَشرةُ بُحوثٍ).

وهذا المحورُ مِن أوسَعِ محاوِرِ المؤتمَرِ، وفيه عَشرةُ بحوثٍ، تناول الباحِثون فيها الحديثَ عن الدَّرسِ العَقَديِّ عنده من خلالِ شَرحِه للواسِطيَّةِ، وأحكامِ البِدعةِ عنده، وطريقةِ رَدِّه على المخالِفين من أهلِ الأهواءِ والبِدَعِ والفِرَق والمذاهِبِ المنحَرِفةِ وتعامُلِه معهم، كما تناوَلَت بعضُ البُحوثِ رَدَّه على الملاحِدةِ والنَّصارى، وتفَرَّد أحدُها بالكلامِ عن الجَدَلِ والمناظَرةِ عند الشَّيخِ، وآخَرُ عن السعديِّ والقصيميِّ.

الرَّابعُ: جهودُ الشَّيخِ السعديِّ ومَنهَجُه في الفِقهِ (سَبعةُ بُحوثٍ).

وكانت البُحوثُ فيه عن النَّزعةِ الفِقهيَّةِ عند الشيخِ، وبعضِ آرائِه في فِقهِ المعامَلاتِ، وجَرَيانِ الرِّبا في الأوراقِ النَّقديَّةِ، ومُعالجتِه لكثيرٍ مِن القضايا الفِقهيَّةِ المعاصِرةِ، ومعالمَ عن فِقهِ الفتوى عند الشَّيخِ.

الخامِسُ: جهودُ الشَّيخِ السعديِّ ومَنهَجُه في أُصولِ الفِقهِ (سِتَّةُ بُحوثٍ).

كتب الباحِثون في هذا المحوَرِ عن مَنهَجِ الشَّيخِ في الفتوى، وعن توظيفِه الدَّلائِليِّ، والنَّظَرِ المقاصِديِّ عنده، ومَنهَجِه في عِلمِ الجَدَلِ والمناظَرةِ، وتقسيمِه الرِّياضيِّ للمسائِلِ.

السَّادِسُ: جهودُ الشَّيخِ السعديِّ ومَنهَجُه في الدَّعوةِ والتَّربيةِ والفِكرِ الإسلاميِّ (ثلاثةُ بُحوثٍ).

كانت البُحوثُ الثلاثةُ في هذا المحورِ عن مَنهَجِه الدَّعَويِّ، والتَّربَويِّ، والفِكريِّ.

السَّابعُ: جهودُ الشَّيخِ السعديِّ ومَنهَجُه في عُلومِ اللُّغةِ (مَبحثانِ).

اقتُصِر في هذا المحورِ على بحثينِ: جُهودُه في اللُّغةِ والنَّحوِ، وجهودُه في التفسيرِ البلاغيِّ.

الثَّامِنُ: الاجتِهادُ والتجديدُ في تُراثِ الشَّيخِ السعديِّ (سَبعةُ بُحوثٍ).

حَظِيَ هذا المحوَرُ بسبعةِ بُحوثٍ تحَدَّثت عن آرائِه الفِقهيَّةِ في التِّقْنياتِ الحديثةِ، ومَوقِفِه من الإعجازِ العِلميِّ، وإبداعِه في الشَّرحِ الحديثيِّ، وتجديدِه في طريقةِ تدريسِ الفِقهِ، وتجديدِه في التفسيرِ، ومَنهَجِه في الجمعِ بين الأقوالِ، ومعالمَ مِن السِّياسةِ الشَّرعيَّةِ عن الشَّيخِ رحمه اللهُ.

التَّاسِعُ: أثَرُ الشَّيخِ السعديِّ في النَّهضةِ العِلميَّةِ (أربعةُ بُحوثٍ).

وكانت البُحوثُ فيه عن عَلاقةِ الشَّيخِ بالمُجتَمَعِ، ومنهجيَّتِه في التَّفريقِ والتقسيمِ وأثَرِهما في الاختيارِ الفِقهيِّ، ومَوقِفِه من المختَرَعاتِ الحديثةِ.

العاشِرُ: ترجمةُ الشَّيخِ السعديِّ وما كُتِبَ عن سيرتِه (مَبحثانِ).

وخُتمِتَ البحوثُ ببَحثَينِ: أحَدُهما ترجمةٌ للشَّيخِ، والثَّاني: دراسةٌ وعَرضٌ لمفَكِّرتِه الشَّخصيَّةِ التي كان رحمه الله يُدَوِّنُ فيها احتياجاتِه الشَّخصيَّةَ، وفوائِدَ عِلميَّةً.

وقد طُبِعَت هذه البُحوثُ طِباعةً أنيقةً في أربعةِ مُجَلَّداتٍ (2360 صفحة)، ولُخِّصَت في كُتَيِّبٍ لطيفٍ؛ فجزى اللهُ القائمينَ على المؤتمَرِ خيرَ الجزاءِ، وشكَرَ للباحِثينَ سَعْيَهم وجُهْدَهم، وهذا أقَلُّ ما يمكِنُ أن يُقدَّمَ عن هذا الإمامِ؛ لتَعرِفَ الأجيالُ عِلْمَه وفَضْلَه وأثَرَه.

وأمَّا مُؤَلَّفاتُه رحمه الله، فقد جُمِعَت في سِتَّةٍ وعشرين مجلَّدًا ضَخمًا، شَمِلَت أكثَرَ فُنونِ العِلمِ؛ فرَحِمه اللهُ رحمةً واسِعةً، وأسكَنَه فَسيحَ جَنَّاتِه، وجَزَاه اللهُ خيرَ ما جَزى عالمًا عن أمَّتِه.