قراءة وتعريف

أحاديث الفِتن والملاحِم وأشراط السَّاعة المتعلِّقة بالشَّام (سُوريَة)
book
القِسم العلمي بمؤسَّسة الدُّرَر السَّنية
عنوان الكتاب: أحاديث الفِتن والملاحِم وأشراط السَّاعة المتعلِّقة بالشَّام (سُوريَة)
إشراف: عَلَوي بن عبد القادر السقَّاف
النـاشر: مؤسَّسة الدُّرر السَّنية للنَّشر - الظهران - السُّعودية
الطبعة: الأولى
سـنة الطبـع: 1435هـ - 2014م
عدد الصفحات: 256 صفحة

التعريف  بموضوع الكتاب:

قدَّر الله تعالى بحِكمته  البالغة أن يَبتلي عبادَه بالفِتن؛ خيرِها وشرِّها؛ لينظرَ أيُّهم يستطيع صَبرًا، وقدَّر سبحانه تدافُعَ أهل الحقِّ وأهل بالباطل على مرِّ العصور، فبينهم تقعُ ملاحمُ عظيمة، وحروب كثيرة، تكون العاقبةُ فيها لأهل الحقِّ المتقين، وجعَل سبحانَه للقِيامة والحِساب موعدًا وأجلًا، وقدَّر بين يدي ذلك اليوم أشراطًا وعلاماتٍ تكون مقدِّمات لها، وكان لأرض الشام - سُوريَة تحديدًا - نصيبٌ وافر من تلك الأمور؛ فوَردت نصوصٌ كثيرة في الفِتن والملاحم وأشراط السَّاعة متعلِّقة بالشَّام، منها الصَّحيح الثابت، ومنها المكذوب والضعيف الذي لا يثبُت.

وبسبب قلَّة العِلم، وانتشار الجهل، تناول بعضُ الناس تلك النُّصوصَ على غير هُدًى ولا بصيرة؛ فمنهم مَن اعتمد على نصوصٍ ضعيفة، أو مكذوبةٍ على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، مع التكلُّف في تنزيلها على واقِع معيَّن؛ لمجرَّد وقوع تشابُه بين ما ورَد في هذه النصوص وبين هذا الواقع، وأحيانًا يدخُل الفسادُ في هذا الباب بليِّ أعناق النُّصوص الصَّحيحة، والانحرافِ في فَهمها، والتكلُّف في تنزيلها على الواقِع دون بيِّنة أو بُرهان، وربَّما يَخلِطون بيْن الصَّحيح والضَّعيف.

وكتاب هذا الأسبوع جاء ليُسهمَ في تصحيح المفاهيم، وبيان الطَّريقة المُثلَى في التعامُل مع النُّصوص المتعلِّقة بالفتن والملاحم وأشراط السَّاعة المتعلِّقة بإحدى بلاد الشَّام، وهي سُوِريَة؛ نظرًا لما تمرُّ به من أحداث جِسام منذ ما يَزيد عن ثلاث سنوات، وما نالتْه من القِسط الأكبر، والنَّصيب الأوفر، مِن هذه الإسقاطات الخاطِئة، والتنزيلات المتكلَّفة لبعض النُّصوص على ما يحدُث على أرضها.

 

منهج الكتاب، وخُطَّة التأليف:

أمَّا عن منهج الكتاب فقد جُمِع فيه كلُّ ما ورد من الأحاديث النبويَّة وآثار الصَّحابة، في الفتن والملاحم وأشراط السَّاعة من مظانِّه في الكتُب المسنَدة، والكتُب التي تخصَّصت في أحاديث الفِتن والملاحم وأشراط السَّاعة, وكان من منهج الكتاب الاقتصارُ في ذلك على ما له تعلُّق ظاهر بالشَّام (سوريَة)، فلم يُذكر إلَّا ما كان صريحًا أنَّ المراد به سُوريَة، أو إحدى مُدنها أو قراها كـ(دمشق - الغوطة - دابق...)، أو جزَم بذلك العلماء، أو ذُكِرت فيها الشَّام دون تحديد لدخولِ سُوريَة تحت مسمَّى الشام، وأمَّا الأحاديث التي نصَّت على باقي بلاد الشَّام، كبيت المقدِس وغيرها فلم تُذكر.

واهتمَّ الكتاب بتخريج الأحاديث والآثار، مع تصدير الحُكم عليها من حيثُ الصِّحةُ والضَّعف، وجعْل تخريج أحاديث الباب في المتن، وتخريج الأحاديث الواردة أثناء الشَّرح في الحاشية, وفُسِّرت الكلمات الغريبة بناءً على ما جاء في المعاجم، وكتُب شروح الأحاديث.

كما شُرِحَت الأحاديث والآثار، مع بيان ما فيها من أحداثٍ وإرشادات وفوائدَ، واعتمَد الشَّرح على كتُب شروح الأحاديث، وما لم يكُن فيها فقد شُرِح وبُيِّن ما فيه بحسَب المعنى والسِّياق، وعلى ضوء الأحاديث الأخرى، وكلام أهل العِلم.

أمَّا ما يخصُّ الكلامَ عن تنزيل هذه الأحاديث على الواقِع فقد أخذ حيِّزًا كبيرًا من الدِّراسة والنقد، وبيان الأخطاء الواقِعة في كثير من هذه التنزيلات, مع التعقيب عليها بما يتناسب مع المقام، والإشارة - في ثنايا الكلام على الأحاديث - إلى أهمِّ قواعدِ التعامُل مع النُّصوص وضوابط ذلك، فيما يتعلَّق بأشراط السَّاعة والفِتن والملاحم، وشروط تنزيلها على الواقِع، وبيان الأخطاء، وكشْف المزالِق التي وقَع فيها مَن يتكلَّفون في إسقاط تلك النُّصوص على أشخاص، أو وقائعَ، أو أحداث معيَّنة. واقتُصر في ذلك على عقيدة أهل السُّنَّة وتنزيلات النُّصوص الواردة في كتُبهم وكتُب المنتسبين لهم، دون التعرُّض لعقائد أهل البِدع - كالخوارج والرَّافضة - وإسقاطاتهم؛ لأنَّ الخلاف معهم ليس في فَهم حديث، أو الخطأ في تنزيله، بل الاختلاف في كثيرٍ من الأصول.

وقد تألَّف الكتاب من مقدِّمة، وبابين، وتحت كلِّ بابٍ ذُكرت الأحاديثُ الواردة فيه، وخاتمة:

في المقدِّمة بيان لأهميَّة الموضوع، ومنهجية الكتاب وخطة التأليف.

 وأمَّا الباب الأوَّل: باب الفِتن والملاحِم المتعلِّقة بالشَّام.

فقد اشتمل على عدة مواضيع؛ منها:

فِتن الشَّام وبيان أنَّها فِتنٌ عظيمة ومظلِمة، والشَّام عُقر دار المـُؤمنين، والوصية بسُكنَى الشَّام عند نزول الفِتن والملاحِم، والعِصابة المقاتلة على أبواب دِمشق وصِفاتهم، وأحاديث المَلحَمة الكُبرَى،  وغير ذلك.

والباب الثاني: باب أشراط السَّاعة المتعلِّقة بالشَّام.

وقد اشتمل كذلك على عدة مواضيع؛ منها:

مَنْع الشَّام مُديها ودِينارَها، وظهور المَهديِّ، وخروج نار من عَدن قَبل يوم القِيامة تحشُر الناس، وإرسال رِيح باردة من قِبل الشَّأم، وغير ذلك.

وفي الخاتمة : تلخيص لخُطوطِ الكتاب العريضة، وأهمِّ محطَّاته البارِزة، وعلاماتِه الفاصلة، وبيان مِحورَيِ الكتاب اثنين، وصُلب موضوعه، وحصر للأحاديث والآثار الواردة في الكتاب، وبيان الصحيح منها وغير الصحيح.

وذُيِّل الكتاب بفهارسَ فنيَّة كاشفة، كفهرس المراجع التي بلغت (171 مرجعًا)، وفهرس الأحاديث والآثار، وفهرس الفوائد، ثم المحتويات.

وأخيرًا: فالكتاب يُلقي الضَّوء على بعض الضَّوابط التي يَنبغي التزامُها في باب الفِتن والملاحِم وأشراط السَّاعة، فيما يتعلَّق بتنزيلات النُّصوص على الأشخاص، أو الأماكن، أو الأحداث، ويُسهِمُ في تصحيح ما وقَع من تجاوزات وأخطاء في هذا الباب.

والكتاب فريدٌ في بابه، ونَنصَح بقِراءته.