موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: تعريفُه وعلامَتُه


الماضي: هو ما دَلَّ على زَمَنٍ قَبْلَ زمانِ الإخبارِ، ويُسَمَّى (الغابِرَ) [687] يُنظر: ((المفتاح في الصرف)) لعبد القاهر الجرجاني (ص: 53). .
علامَتُه:
يُعْرَفُ الفِعلُ الماضي بقَبولِه دُخولَ تاءِ الفاعِلِ -سواءٌ أكانت لمخاطَبٍ أو متكَلِّمٍ-، وتاءِ التأنيثِ [688] بتلك العلاماتِ استدَلَّ ابنُ السَّرَّاجِ وثَعلَبٌ على فِعْلِيَّةِ (عسى)، تقولُ: عَسَتْ أن تُفلِحَ، واستدَلَّ أبو عليٍّ الفارِسيُّ على فِعليَّةِ (ليس)، تقولُ: ليست هِندٌ ظالِمةً، واستدَلَّ الفرَّاءُ على أنَّ (نِعْمَ) ليست اسمًا؛ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((من توضَّأَ يومَ الجُمُعةِ فبها ونِعْمَتْ)). يُنظر: ((شرح شذور الذهب)) لابن هشام (ص: 28). .
والسَّبَبُ في ذلك أنَّ كِلْتا التَّاءَينِ لا تدخُلانِ المُضارِعَ؛ لاستغنائِه عنهما بتاءِ المُضارَعةِ، ولا تدخُلانِ الأمرَ؛ لاستغنائِه بياءِ المُخاطَبةِ.
تنبيهٌ:
إذا دلَّت كَلِمةٌ على معنى الماضي ولم تَقبَلْ إحدى التاءَينِ، فهي اسمُ فِعلٍ، مِثْلُ: هَيْهَاتَ، بمعنى بَعُدَ، وشتَّانَ بمعنى افتَرَقَ [689] يُنظر: ((أوضح المسالك)) لابن هشام (ص: 12). .
مسألةٌ: الخِلافُ في كَونِ الماضي أصلَ الأفعالِ
في المسألةِ رأيانِ:
الرأيُ الأوَّلُ: الماضي ليس بأصلٍ، إنما الأفعالُ الثَّلاثةُ (الماضي، والمُضارِعُ، والأمرُ) أُصولٌ، وهو رأيُ الجُمْهورِ [690] يُنظر: ((همع الهوامع في شرح جمع الجوامع)) للسيوطي (1/ 45). .
الرأي الثَّاني: ذهب بَعْضُ النُّحاةِ إلى أنَّ الماضِيَ أصلُ الأفعالِ؛ لأسبابٍ:
1- لأنَّه أسبَقُ الأفعالِ في الزَّمَنِ.
2- لاعتِلالِ المُضارِعِ، والأمرِ باعتِلالِه.
3- لأنَّ المُضارِعُ هو الماضي مع الزَّوائِدِ، والأمرُ منه يكونُ بَعْدَ حَذْفِ الزِّيادةِ [691] يُنظر: ((همع الهوامع في شرح جمع الجوامع)) للسيوطي (1/ 45). .

انظر أيضا: