موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الثَّاني: تثنيةُ الاسمِ الممدودِ


ينقَسِمُ الاسمُ الممدودُ بحَسَبِ نَوعِ هَمزَتِه إلى عِدَّةِ أنواعٍ:
1- أن تكونَ الهَمْزةُ أصْليَّةً فيه، مِثْلُ: إِنْشاء، ابتِدَاء، وُضَّاء، بَرَاء؛ فإنَّ أفعالَها: أنشَأَ، ابتَدَأ، وَضَأَ، بَرَأَ.
وهَذا النَّوعُ عِندَ تَثنيَتِه تَبقى الهَمزةُ وُجوبًا، فتَقولُ: الإنشاءانِ الأخيرانِ رَدِيئَا الجَودةِ، أقامَتِ الشَّرِكةُ إنشاءَينِ جَديدَينِ.
2- أن تكونَ الهَمْزةُ مُنقَلِبةً عن أصلٍ واويٍّ، مِثْلُ: (سَمَاء، كِسَاء) فإنَّ أَصْلَهما: سَمَاوٌ، كِسَاوٌ؛ لأنَّهما مِن: سَمَا يَسْمُو، كَسَا يَكْسُو. أو يائِيٍّ، مِثلُ: (بِناء، مَشَّاء، زِنَاء)؛ فإنَّ أصلَها بِنَايٌ، مَشَّايٌ، زِنَايٌ؛ لأنَّ أصلَها: بَنى يَبْني، مَشَى يَمْشي، زَنَى يَزْني.
وهذا النَّوعُ عند تثنيَتِه يجوزُ فيه الإبقاءُ على الهَمْزةِ أو قَلْبُها واوًا، والإبقاءُ أَوْلى من القَلْبِ؛ تقولُ: سماءانِ وسَماوانِ، وبِناءانِ وبِناوانِ. مِثالٌ: رأى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في السَّمَاوَينِ / السَّمَاءَينِ الأُولَيَينِ آدَمَ في الأُولى، وعيسى ويحيى في الثَّانيةِ.
3- أن تكونَ الهَمْزةُ زائدةً للإلحاقِ، مِثْلُ: حِرْبَاء وعِلْبَاء [563]  الحِرْباءُ: مَساميرُ الدُّروعِ، والظَّهرُ، والعِلْباءُ: عَصَبُ العُنُقِ. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 306)، و(1/ 627). ؛ فإنَّها زِيدَت للإلحاقِ بوَزنِ (سِرْدَاح، حِمْلَاق). وهذه يجوزُ فيها الوَجْهانِ عند التثنيةِ؛ فلك أن تقْلِبَ الهَمْزةَ واوًا، فتقولُ: (حِرْبَاوانِ، حِرْبَاوَينِ) أو تَتْرُكَها كما هي، فتقولَ: (عِلبَاءان، عِلْبَاوَينِ)، وفي أيِّهما أَوْلى: القَلْبُ أم الإبقاءُ، قَولانِ:
ابنُ مالكٍ: يرى أنَّ القَلْبَ أَوْلى من الإبقاءِ [564] يُنظر: ((المساعد)) لابن عقيل (1/ 60). .
سِيبَوَيهِ والأخفَشُ: الإبقاءُ أَوْلى من القَلْبِ؛ قال سِيبَوَيهِ: (وذلك نحوُ قَولِك: عِلْبَاءانِ؛ فهذا الأجوَدُ الأكثَرُ) [565] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 391). .
تنبيهٌ:
ذكر أبو زَيدٍ لُغةً ثالثةً لبني فَزارةَ، وهي قَلْبُ الهَمْزةِ ياءً، فيقولونَ: كِسَايَانِ وسِقَايَانِ [566] يُنظر: ((المساعد)) لابن عقيل (1/ 61). .
4- أن تكون الهَمْزةُ زائِدةً للتأنيثِ، مِثْلُ: (صَحْرَاء، جَرْدَاء، حَمْرَاء) ممَّا مُذَكَّرُه (أَفْعَل)، فإنَّه يجِبُ في تَثْنِيَتِها قَلْبُها واوًا فحَسْبُ، فتقولُ: صَحْرَاوانِ، جَرْدَاوانِ، حَمْرَاوانِ [567] يُنظر: ((شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك)) (4/ 107). .

انظر أيضا: