موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ الأوَّلُ: معنى الإلحاقِ


هو أن تَزيدَ حَرفًا أو حَرفَينِ لغَرَضِ جَعلِ مِثالٍ عَلى مِثالٍ أزيدَ مِنه ليُعامَلَ مُعامَلَتَه، بمَعنى: أن تَزيدَ حَرفًا أو حَرفينِ عَلى تَركيبِ الكَلِمةِ زيادةً لا تَكونُ لِمَعنًى؛ ليَصيرَ هَذا التَّركيبُ بتِلكَ الزِّيادةِ مِثلَ كلِمةٍ أُخرى في عَدَدِ الحُروفِ وحَرَكاتِها وسَكَناتِها.
فإن تَكُنِ الكَلِمةُ فِعْلًا فلا بُدَّ مِنَ المُساواةِ بينهُما في التَّصاريفِ: الماضي والمُضارِعِ والأمرِ والمَصدَرِ، واسمِ الفاعِلِ واسمِ المَفعولِ؛ مِثْلُ: سَيْطَرَ يُسَيْطِرُ سَيْطَرَةً، فهو مُسَيْطِرٌ، مُلحَقٌ بدَحْرَجَ يُدَحْرِجُ دَحْرَجَةً، فهو مُدَحْرِجٌ.
وإن كان المُلحَقُ به اسمًا رُباعيًّا فلا بُدَّ مِنَ المُشاكَلةِ في التَّصغيرِ والتَّكسيرِ، مِثْلُ: ضَيْغَمٍ -وهو الأسَدُ- مُلْحَق بـ(جَعْفَر)، فيُصغَّرُ كتَصغيرِه (ضُيَيْغِم)، ويُكَسَّر كتكسيرِه (ضَياغِم)، وكان ذلك في الرُّباعيِّ دونَ الخُماسيِّ؛ لأنَّ الخُماسيَّ في التصغيرِ والتكسيرِ يُحذَفُ الخامِسُ منه، مِثْلُ: سَفَرْجَل [148]   السَّفَرْجَلُ: شَجَرٌ مُثمِرٌ مِن الفصيلةِ الوَرْديَّةِ. ينظر: ((المعجم الوسيط)) لإبراهيم مصطفى (1/ 433). ، تقول: سُفَيْرِج، وسَفارِج [149] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 52، 55). .
فائِدةٌ:
ما ألحَقَتْه العَرَبُ يُعَدُّ مِن كلامِها، أمَّا ما ألحَقه العُلَماءُ فقد اختُلِفَ فيه؛ فذَهَبَ الخَليلُ إلى أنَّه ليسَ مِن كلامِ العَرَبِ، وهو أصَحُّ الأقوالِ، في حينِ رَأى الفارِسيُّ أنَّه يُصبِحُ مِن كلامِ العَرَبِ، أمَّا المازِنيُّ [150] يُنظر: ((المنصف)) لابن جِنِّي (1/ 41). فقد رَأى أنَّ ما فعَلَتْه العَرَبُ كثيرًا اطَّرَدَ لنا أن نَفعَلَ مِثلَه، وما قَلَّ ونَدَرَ فلا يَطَّرِدُ [151] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (1/ 234). .

انظر أيضا: