موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: الألِفُ والواوُ والياءُ


الضَّابِطُ العامُّ لِزيادَتِها: مَتى كانَ أيُّ حَرفٍ مِنها مَعَ ثَلاثةِ أُصولٍ فأكثَرَ، وليس في الكَلِمةِ تَكريرٌ، فلا تَكونُ إلَّا زائِدةً، سَواءٌ أعُلِمَ الِاشتِقاقُ أم لم يُعلَمْ.
مِثلُ: كَثِير وكَوْثَر وكَاثِر، الواوُ والياءُ والألِفُ زَوائِدُ؛ لأنَّها مَعَ ثَلاثةِ أُصولٍ بلا تَكريرٍ، وقد عُلِمَ ذلك بطَريقِ الِاستِقراءِ مِن كَلامِ العَربِ.
واشتُرِطَ في ذلك ألَّا يكونَ هناك تكريرٌ في الكَلِمةِ، سواءٌ أكان التَّكريرُ آخِرًا، مِثْلُ: صِيصِية [82]  الصِّيصِيَة جَمعُها الصَّياصِي: شَوْكُ النَّسَّاجِينَ، وَقِيلَ: صِيصِيَةُ الحَائِك الَّذِي يَخُطُّ بِهِ الثَّوْبَ وتُدْعَى المِخَطَّ. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (14/ 473). ؛ فالياءُ فيها أصلٌ، أو أوَّلًا، مِثْلُ: الوَزْوَزَة والوَشْوَشَة [83]  الوَزْوَزَةُ: الخِفَّةُ والطَّيْشُ، والوَشْوَشةُ: كلامٌ مُخْتَلِطٌ حَتَّى لَا يَكَادُ يُفْهمُ. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (5/ 428)، و(6/ 327). والوَسْوَسَة، فالواوُ فيها أصلٌ [84] يُنظر: ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 123، 124). .
تنبيهٌ:
الألِفُ لا تَكونُ أصليَّةً أبَدًا، فهي إمَّا زائِدةٌ أو مُنقَلِبةٌ عَن أصلٍ، فلا تَكونُ الألِفُ أصليَّةً في اسمٍ مُتَمَكِّنٍ ولا فِعلٍ، إنَّما تَكونُ أصلًا في عامَّةِ الحُروفِ الَّتي تَقَعُ الألِفُ في آخِرِها، مِثلُ: ما، ولا، وهَيَّا، وإلَّا، وحَتَّى [85] يُنظر: ((سر صناعة الإعراب)) لابن جِنِّي (2/ 296، 297)، ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 186) ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (3/ 68). .
الألِفُ:
لا تُزادُ في أوَّلِ الكَلِمةِ لسُكونِها، ولا يجوزُ الابتِداءُ بساكِنٍ في لُغةِ العَرَبِ.
تُزاد ثانيةً، مِثْلُ: قاتِلٍ وضارِبٍ؛ وثالِثةً، مِثْلُ: كِتابٍ وغُرابٍ؛ ورابعةً، مِثْلُ: قِرْطاسٍ ومِفْتاحٍ، وأرْطًى [86]  الأرْطى: شجرٌ من شَجَرِ الرَّمْلِ. وهو فَعْلَى؛ لأنَّك تقولُ: أديمٌ مأرُوطٌ: إذا دُبِغَ بذلك. ينظر: ((الصحاح)) للجوهري (3/ 1114). وحُبْلى، واشهابَّ [87]  اشْهابَّ رأْسُه واشْتَهَب: غَلَبَ بياضُه سوادَه. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 508). ؛ وخامِسةً، مِثْلُ: قَرْقَرَى [88]  قَرْقَرَى: قَرْيةٌ باليَمامةِ. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 186). ؛ وسادِسةً، مِثْلُ: قَبَعْثَرى [89]  القَبَعْثَرى: الجَمَلُ العظيمُ، وَالْأُنْثَى قَبَعْثرَاةٌ. ينظر: ((المحكم)) لابن سيده (2/ 470). ، وكُمَّثْرى.
زيادتُها في وَسَطِ الكَلِمةِ لا تكونُ إلَّا لإطالةِ الكَلِمةِ وإتمامِ بِنائِها، ولا تكونُ للإلحاقِ.
إذا كان مع الألِفِ ثلاثةُ أحرُفٍ فصاعدًا، فإنَّها زائِدةٌ إلَّا:
أ- إن قام دليلٌ على الأصالةِ، مِثْلُ: قَطَوْطى، وشَجَوْجى، وذَلَوْلى [90]  القَطَوطى: الَّذِي يَمْشِي مُقْطَوْطِيًا، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْمَشْيِ سريعٌ، والشَّجَوْجَى: الطويلُ الظَّهْرِ القصيرُ الرِّجْلِ، ورجلٌ ذَلَوْلَى: مُذْلَوْلٍ. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (5/ 153)، و(14/ 424)، و(14/ 289). ، فوَزْنُ (قَطَوْطى) فَعَوعَل أو فَعَلْعَل، والقَولانِ عن سِيبَوَيهِ [91] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (4/ 311). .
ب- في المضَعَّفِ الرُّباعيِّ، مِثْلُ: ضَوضَى وقَوقَى [92]  ضَوْضَى الرِّجالُ ضَوْضاةً وضَوْضَاءً: إِذا سُمِعَتْ أَصْوَاتُهم، وقَوْقَى قَوْقاةً وقِيقاءً: صاحَ. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (18/ 376)، و(39/ 367). ؛ فالألِفُ فيهما أصلٌ.
ج- فإن كانت الألِفُ في الطَّرَفِ (آخِرِ الكَلِمةِ) فهي على ثلاثةِ أنواعٍ:
1- أن تكونَ للإلحاقِ، مِثْلُ: أَرْطًى، ومِعْزًى [93]  المَعْزُ من الغَنَمِ: خِلافُ الضَّأنِ، وهو اسمُ جِنسٍ. وكذلك المَعَزُ والمَعيزُ، والأُمْعوزُ والمِعْزى. ينظر: ((الصحاح)) للجوهري (3/ 896). ، ودليلُ الإلحاقِ قَولُهم: أديمٌ مأروطٌ، فسَقَطَت الألِفُ، وقَولُهم في التَّصغيرِ: مُعَيْزٌ.
2- أن تكونَ زيادةً للتأنيثِ: مِثلُ: حُبْلى وسَكْرى، ودليلُ الزِّيادةِ سُقوطُها في الاشتِقاقِ: (الحَبَل والسُّكْر)، ودليلُ التأنيثِ مَنْعُها من الصَّرْفِ.
3- زيادتُها حَشْوًا للتكثيرِ: مِثلُ: قَبَعْثَرًى وكُمَّثرًى، فالألِفُ هنا ليست للتأنيثِ؛ لأنَّ الاسمَ غيرُ ممنوعٍ مِنَ الصَّرفِ، وليست للإلحاقِ؛ لأنَّه ليس ثمَّةَ أصلٌ سُداسيٌّ تُلحَقُ به، فكانت للتكثيرِ وإتمامِ البِناءِ [94] يُنظر: ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 127 – 131)، ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 186 – 190). .
الواوُ:
تُزادُ ثانيةً: مِثلُ: كَوْثَر، وثالِثةً: مِثلُ: جَدْوَل، ورابِعةً: مِثلُ: كَنَهْوَر [95]  الكَنَهْوَرُ: العظيمُ مِنَ السَّحابِ. ينظر: ((الصحاح)) للجوهري (2/ 811). ، وخامِسةً: مِثلُ: قِنْدَأْو وعَضْرَفُوط [96]  العَضْرَفُوط: ذَكَرُ العَظَاءِ. ينظر: ((الصحاح)) للجوهري (3/ 1143). .
تُزاد بثلاثةِ شُروطٍ:
1- أن تكونَ مع ثلاثةِ أُصولٍ فصاعدًا.
2- ألَّا تكونَ في المضعَّفِ الرُّباعيِّ، مِثْلُ: وَعْوَعَة [97]  الوَعْوعةُ: مِنْ أَصواتِ الكلابِ وَبَنَاتِ آوَى. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (8/ 401). ؛ فالواوُ فيها أصلٌ.
3- ألَّا تتصَدَّرَ الواوُ مُطلَقًا، مِثْلُ: وَرَنْتَلٍ [98]  وَرَنْتَلٌ: الشرُّ والأَمرُ الْعَظِيمُ. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (11/ 724). ، فالجُمهورُ على أنَّ الواوَ لا تُزادُ أوَّلَ الكَلِمةِ؛ حتى لا تُقلَبَ هَمزةً، وقَلْبُها همزةً يُوقِعُ في اللَّبْسِ، فلا يُعلَمُ إن كانت الهَمزةُ أصلًا أو مُنقَلِبةً، مِثْلُ: وُقِّتَت وأُقِّتَت، ووِشَاح وإِشَاح.
تُزادُ لأحَدِ أمرَينِ:
1- للإلحاقِ؛ مِثْلُ: كَوْثَر مُلحَقًا بجَعْفَرٍ، وكَنَهْوَر مُلْحَقًا بسَفَرْجَل [99]   السَّفَرْجَلُ: شَجَرٌ مُثمِرٌ مِنَ الفَصيلةِ الوَرْديَّةِ. ينظر: ((المعجم الوسيط)) لإبراهيم مصطفى (1/ 433). .
2- للتكثيرِ والمَدِّ (لغيرِ الإلحاقِ)، مِثْلُ: عَجُوزٍ وعَضْرَفُوط؛ لكَونِها هنا مَدَّةً، والمَدَّةُ لا تكونُ للإلحاقِ [100] يُنظر: ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 131 – 133) ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 194، 195)، ((شرح التصريح)) للأزهري (2/ 673). .
الياءُ:
تُزاد الياءُ بثَلاثةِ شُروطٍ:
1- أن يكونَ معها ثلاثةُ أُصولٍ فصاعِدًا.
2- ألَّا تكونَ في المضاعَفِ الرُّباعيِّ، مِثْلُ: يُؤْيُؤ [101]  اليُؤْيُؤُ: طائِرٌ من جوارحِ الطَّيرِ كالباشِقِ، وهو طائِرٌ صغيرٌ قَصيرُ الذَّنَبِ، ج: يَآيِي. ينظر: ((المعجم الوسيط)) لإبراهيم مصطفى (2/ 1062). ، فالياءُ هنا أصْليَّةٌ.
3- ألَّا تتصَدَّرَ الياءُ قبل أربعةِ أُصولٍ في غيرِ المُضارِعِ، مِثْلُ: يَسْتَعُور [102]  اليَسْتَعُورُ: شَجَرٌ يُصْنَعُ مِنْهُ الْمِسْواكُ. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (5/ 300). ، فالياءُ هنا أصْليَّةٌ؛ لتصَدُّرِها وبَعْدَها أربعةُ أحرُفٍ في غيرِ الفِعْلِ المُضارِع [103] يُنظر: ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 191، 192)، ((شرح التصريح)) للأزهري (2/ 673). .
تُزادُ أوَّلًا، مِثْلُ: يَرْمَعٍ ويَلْمَعٍ [104]  اليَرْمَعُ خُذروفُ الصَّبيِّ، والحَصَى البِيضُ تتلألأُ في الشَّمسِ، الواحِدةُ يَرْمَعةٌ، ويقالُ للمَغمومِ: تركتُه يَفُتُّ اليَرْمَعَ. واليَلْمَعُ: البَرْقُ الخُلَّبُ، والسَّرابُ؛ يقال: هو أكذَبُ من يَلمَعُ، ويُشبَّه به الكَذَّابُ، فيقالُ: إنما هو يَلمَعٌ، والذَّكِيُّ المتوقِّدُ، وما لَمِعَ من السِّلاحِ كالبَيضةِ والدِّرعِ، ج: يلامِعُ. ينظر: ((المعجم الوسيط)) لإبراهيم مصطفى (1/ 373)، و(2/ 839). ، ويَسْتَعُورٍ؛ وثانيةً: خَيْفَق، وضَيْغَم [105]  رِيحٌ خَيْفَقٌ، وَفَرَسٌ خَيْفَقٌ وَنَاقَةٌ خَيْفَقٌ: سَرِيعَةٌ جِدًّا، والضَّيغَمُ: الأسَدُ. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (10/ 81)، و(12/ 352). ، وثالِثةً: مِثلُ: عِثْيَر [106]  العِثْيَرُ: الغُبارُ والأثَرُ الخَفِيُّ. ينظر: ((المعجم الوسيط)) لإبراهيم مصطفى (2/ 584). ، ورابعةً: مِثلُ: دِهْلِيز [107]  الدِّهْلِيزُ: المدخَلُ بين البابِ والدَّارِ. ينظر: ((المعجم الوسيط)) لإبراهيم مصطفى (1/ 300). وقِنْدِيل، وخامِسةً: مِثلُ: عَنْتَرِيس [108]  العَنْتَريسُ: الدَّاهِيَة، والنَّاقَةُ الصُّلْبَةُ الوثيقةُ الشَّدِيدَةُ الكثيرةُ اللَّحْمِ الْجَوَادُ الْجَرِيئَةُ. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (6/ 130). ، وسادِسةً في تَصغيرِ عَنْكَبُوتٍ وتكسيرِه، فيما ذَكَرَه الأصمعيُّ: عُنَيكِبيت، وعَناكِبِيت [109] يُنظر: ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 133، 134)، ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 191، 192)، ((شرح التصريح)) للأزهري (2/ 673). .

انظر أيضا: