موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ الثَّاني: قواعِدُ الوَزْنِ الصَّرفيِّ


1- إن كانَتِ الكَلِمةُ عَلى ثَلاثةِ أحرُفٍ، قُوبِلَت في الوَزنِ بالفاءِ والعَينِ واللَّامِ عَلى نَفسِ هَيئةِ الكَلِمةِ المَوزونةِ مِن حَيثُ الحَرَكاتُ والسَّكَناتُ، فتَقولُ في وَزنِ قَمَرٍ: فَعَلٌ، وفي وَزْنِ حَمَلٍ: فَعَلٌ، وهَكَذا، ويُسمى الحَرفَ الأوَّلَ فاءَ الكَلِمةِ، والحَرفَ الثَّانيَ عَيْنَ الكَلِمةِ، والحَرفَ الثَّالِثَ لامَ الكَلِمةِ.
2- فإنْ بَقيَ مِن أُصولِ الكَلِمةِ شَيءٌ بأن تَكونَ الكَلِمةُ رُباعيَّةً أو خُماسيَّةَ الأُصولِ، زِدْتَ في الميزانِ لامًا (في الرُّباعيِّ الأُصولِ)، ولامَينِ (في الخُماسيِّ الأُصولِ) عَلى أحرُفِ (ف ع ل)، فتَقولُ في وَزْنِ دَحرَجَ: فَعْلَلَ، وفي وَزْنِ دَحْرَجَ: فَعْلَلَ، وفي وَزْنِ جَحْمَرِش [40] (الجَحْمَرِشُ مِنَ النِّسَاءِ: الثَّقِيلةُ السَّمِجَةُ، والجَحْمَرِشُ أَيضًا: الْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ، وَقِيلَ: الْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ الْغَلِيظَةُ، وَمِنَ الإِبِل: الكبيرةُ السِّنِّ، وَالْجَمْعُ جَحامِرُ). يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (6/ 272). : فَعْلَلِل.
3- فإن كان في الكَلِمةِ زيادةٌ:
فإن كانَتِ الزِّيادةُ في الكَلِمةِ ناشِئةً عَن تَكرارِ أصلٍ مِن أُصولِ الكَلِمةِ -وتُسَمَّى الزِّيادةَ مِن مَوضِعِها [41] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (4/ 276). - كَرَّرْتَ ما يُقابِلُه في الميزانِ؛ فتَقولُ في وَزْنِ قَدَّمَ: فَعَّلَ، كُرِّرَتِ الدَّالُ في الكَلِمةِ، فكَرَّرْنا المقابِلَ لها في الميزانِ (العَينَ)، وتقولُ في وزنِ جَلْبَبَ: فَعْلَلَ، ويُقالُ له: مُضَعَّفُ العَينِ أو اللَّامِ.
وإن كانَتِ الزِّيادةُ ناشِئةً عَن حَرفٍ مِن حُروفِ الزِّيادةِ، وتَجمَعُها كَلِمةُ (سَألتُمُونِيها)، فإنَّكَ تُعَبِّرُ عَنِ الزَّائِدِ بلَفظِه في الميزانِ، وتُقابِلُ الأُصولَ بالأُصولِ؛ تَقولُ في وزنِ تَقَدَّم: تَفَعَّل، فقابَلْتَ الأُصولَ بالأُصولِ، وعَبَّرتَ عَنِ التَّاءِ المَزيدةِ بلَفظِها في الميزانِ، وعَبَّرتَ عَنِ الأصلِ المُكَرَّرِ (الدَّالِ) بتَكرارِه في الميزانِ (عَين الكَلِمةِ)، وتَقولُ في وَزْنِ اسْتَخْرَجَ: اسْتَفْعَلَ.
إلَّا إن كانَ الزَّائِدُ مُبْدَلًا مِن تاءِ الِافتِعالِ، فإنَّه يُعَبَّرُ عَنه بالتَّاءِ في المِيزانِ بالنَّظَرِ إلى الأصلِ، ولا يُعَبَّرُ بالمُبْدَلِ مِن تاءِ الِافتِعالِ؛ فتَقولُ في وزنِ اقتَدَرَ: افتَعَلَ، وتَقولُ في وَزْنِ اضطَرَبَ: افتَعَلَ، ولا تُعَبِّرْ بالطَّاءِ الَّتي هي بَدَلٌ مِن تاءِ الِافتِعالِ، فلا تَقُل: افْطَعَلَ، وأجازه الرَّضِيُّ [42] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 18). .
4- فإن كانَ في الكَلِمةِ المَوزونةِ حَذفٌ لبَعضِ الأصولِ، حُذِفَ ما يُقابِلُه مِنَ الميزانِ، فتَقولُ في وَزْنِ يَهَبُ -وأصلُه: يَوْهَبُ، حُذِفَت مِنه الواوُ-: يَعَلُ، بحَذفِ فاءِ الكَلِمةِ الَّتي تُقابِلُ الواوَ في الميزانِ، وفي وَزنِ بِعْ -وأصلُه: بِيعْ، حُذِفَت مِنه الياءُ-: فِلْ، فتَحذِفُ عَينَ الكَلِمةِ الَّتي تُقابِلُ الياءَ في الميزانِ، وفي وزنِ قاضٍ -وأصلُه قَاضِيٌ، حُذِفَت ياؤُه-: فاعٍ، فتَحذِفُ اللَّامَ الَّتي تُقابِلُ الياءَ في المِيزانِ.
5- وإن كانَ في الكَلِمةِ قَلبٌ مَكانيٌّ قُلِبَ في الميزانِ، مِثلُ: أَيْس، وأصلُه: يَأْسٌ (فَعْلٌ)، قُلِبَتِ العَينُ في مَوضِعِ الفاءِ، فتَقولُ في وَزنِ (أَيِسَ): عَفِلَ [43] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 10 – 21)، ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 205 – 212)، ((شرح التصريح)) للأزهري (2/ 666، 667). .
تنبيهاتٌ:
1- ثَمَّةَ خِلافٌ بين البَصْريِّينَ والكُوفيِّينَ في عَدَدِ الأُصولِ؛ فالبَصريُّونَ يَرَونَ أنَّ أُصولَ الكَلِمةِ ثُلاثيَّةٌ ورُباعيَّةٌ في الأفعالِ، وثُلاثيَّةٌ ورُباعيَّةٌ وخُماسيَّةٌ في الأسماءِ [44] ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 7). ، أمَّا الكوفيُّونَ فيَرَونَ أنَّ كُلَّ ما زادَ عَن ثَلاثةِ أحرُفٍ ففيه زيادةٌ، والمَذهَبُ المُعتَمَدُ هو مَذهَبُ البَصْريِّينَ [45] يُنظر: ((الإنصاف في مسائل الخلاف)) لابن الأنباري (2/ 654)، ((همع الهوامع في شرح جمع الجوامع)) للسيوطي (3/ 452). .
2- ذَهَبَ البَعضُ إلى أنَّ الزَّائِدَ يُقابَلُ بلَفظِه في الميزانِ، حَتَّى ولَو كانَ تَكرارًا لأصلٍ، دونَ تَفرِقةٍ بين ما كانَ تَكرارًا لأصلٍ، وما كانَ مِن أحرُفِ الزِّيادةِ (سَألتُمونِيها)؛ يَقولُ في وزنِ اغْدَوْدَنَ [46]  اغْدَوْدَنَ النَّبْتُ: اخْضَرَّ حَتَّى يَضْرِبَ إِلَى السَّوادِ مِنْ شِدَّةِ رِيِّه. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (13/ 311). : افْعَوْدَلَ، والقِياسُ: افْعَوْعَلَ؛ لأنَّ الدَّالَ أصلٌ كُرِّرَ [47] يُنظر: ((شرح التصريح)) للأزهري (2/ 667). .

انظر أيضا: