موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ الأوَّلُ: تعريفُ الصَّرفِ


لُغةً: الصَّرفُ في اللُّغةِ: هو رَدُّ الشَّيءِ عَن وَجْهِه، وهو مَعنًى قائِمٌ عَلى التَّغييرِ والتَّقليبِ؛ فالصَّرْفانِ في اللُّغةِ هُما: اللَّيلُ والنَّهارُ، وصَرْفُ الدَّهرِ: نَوائِبُه [1] يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (9/ 189). ، ومِنه قَولُ اللَّه تعالى: وَتَصرْيِفِ الرِّياحِ [البقرة: 164] ؛ أي: إرسالِها بأنواعِها وأشكالِها المُختَلِفةِ: عَقيمًا ومُلْقِحةً، وصَرًّا ونَصرًا وهَلاكًا، وحارَّةً وبارِدةً، ولَيِّنًا وعاصِفةً [2] يُنظر: ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (2/ 197). .
اصطلاحًا:
عند المتقدمين:
رَأى المُتَقَدِّمونَ أنَّ عِلمَ الصَّرفِ قِسمٌ مِن عِلمِ النَّحوِ، وعَرَّفوا الصَّرفَ عَلى أنَّه: أن تَبنيَ مِنَ الكَلِمةِ بِنَاءً لم تَبنِهِ العَربُ عَلى وزنٍ له نَظيرٌ في كَلامِ العَرَبِ، ثُمَّ تُطَبِّقَ ما تَقتَضيه قَواعِدُ القياسِ في كلامِهِم عَلى البِناءِ الَّذي بنيْتَه؛ مِن إعلالٍ وإبدالٍ وإدغامٍ وغَيرِ ذلك؛ فمَثَلًا: أن تَبنيَ مِن (ضَرَبَ) مثالَ: جَعْفَر (فَعْلَل)، فتقول: ضَرْبَبٌ، فتُكرِّرَ اللَّامَ للإلحاقِ، أو أن تبنيَ مِن قَرَأ مِثْلَ دَحْرَجَ، تقول: قَرْأَا، والأصلُ: قَرْأَأ، قُلِبَت الهَمزةُ الثَّانيةُ ألفًا لثِقَلِ الجَمعِ بين الهَمزَتَينِ، وكانَتِ الألِفُ أَولى لسُكونِها وانفِتاحِ ما قَبلَها، فالتَّغييراتُ الَّتي لحِقَتِ الكَلِمةَ لتَصيرَ عَلى مِثالِ كَلِمةٍ أُخرى يَختَصُّ بها عِلمُ التَّصريفِ [3] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (4/ 242)، ((شرح كتاب سيبويه)) للسيرافي (5/ 134، 135)، ((اللباب في علل البناء والإعراب)) للعكبري (2/ 432)، ((الشرح الملوكي)) لابن يعيش (ص: 18)، ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 6، 7). .
عند المتُأخِّرينَ:
عِلْمُ الصَّرفِ - كما عرَّفه ابنُ الحاجِبِ [4] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 1). ، والرَّضِيُّ [5] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 7). ، وابنُ مالكٍ [6] يُنظر: ((إيجاز التعريف في علم التصريف)) لابن مالك (ص: 58). ، وابنُ عَقيلٍ [7] يُنظر: ((شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك)) (4/ 191). ، وابنُ هِشامٍ [8] يُنظر: ((شرح التصريح)) للأزهري (2/ 653، 654). - ينحَصِرُ في أمرَينِ:
1- تَعريفٌ بالمَعنى العَمَليِّ، وهو: (تَحويلُ الأصلِ الواحِدِ إلى أمثِلةٍ مُختَلِفةٍ لمَعانٍ مَقصودةٍ لا تَحصُلُ إلَّا بها)، وقد رَكَّزَ ذلك عَلى النَّاحيةِ العَمَليَّةِ في العِلمِ؛ كاسْمَيِ الفاعِلِ والمَفعولِ.
2- تَعريفٌ بالمَعنى العِلميِّ، وهو: (عِلمٌ بأُصولٍ يُعرَفُ بها أحوالُ أبنيةِ الكَلِمةِ الَّتي ليسَت بإعرابٍ ولا بِناءٍ) [9] يُنظر: ((شذا العرف في فن الصرف)) للحملاوي (ص: 11). .

انظر أيضا: