موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الثَّالثُ: تعَدُّد النعت


قد تَكثُرُ نعوتُ الاسمِ الواحِدِ، ويختَلِفُ ذلك على أنواعٍ:
1- أن يكونَ الاسمُ مُفتَقِرًا إلى جميعِ النعوتِ: فهذا لا يجوزُ فيه قَطعُ أحَدِهما، بل يجِبُ إتباعُ النعوتِ جميعًا. تَقولُ: مررتُ بزيدٍ الفقيهِ الشَّاعِرِ الكاتبِ، إذا كان يشاركُه في اسمِه وبعضِ أوصافِه غيرُه؛ بأن يكون ثَمةَ زيدٌ فقيهٌ شاعرٌ، وآخَرُ فقيهٌ كاتبٌ، وآخَرُ شاعرٌ كاتِبٌ. ومِثْلُه قولك: شربتُ عصيرًا حُلْوًا حامِضًا؛ فلا يجوزُ أن تَقولُ: شَرِبتُ عَصيرًا حلوًا حامضٌ؛ على القطعِ بالرَّفعِ.
2- أن يكونَ الاسمُ مُفتَقِرًا إلى بَعْضِها: فيجِبُ الإتباعُ فيما هو مفتَقِرٌ إليه، ويجوزُ في الباقي الإتباعُ والقَطعُ. تَقولُ: مررتُ بزيدٍ الفقيهِ الشَّاعِر الكاتِبِ، بجَرِّ الشَّاعِر والكاتِبِ على الإتباعِ، أو بالرَّفعِ أو النَّصْبِ بالقَطعِ، وذلك إذا كان ثمَّةَ أكثَرُ من زيدٍ، لكنَّ الفقيهَ واحدٌ منهم فحسْبُ، فيَجِبُ هنا إتباعُ الفقيهِ للافتقارِ إليها. فتَقولُ: مررتُ بزيدٍ الفقيهِ الشَّاعِرِ الكاتبِ؛ بالإتباع، ومررتُ بزيدٍ الفقيهِ الشَّاعِرَ الكاتبَ؛ بالقطعِ إلى النَّصْب فيهما، ومررتُ بزيدٍ الفقيهِ الشَّاعِرُ الكاتبُ؛ بالقطع إلى الرَّفعِ، ومررتُ بزيدٍ الفقيهِ الشَّاعِرُ الكاتبَ؛ بقطع الأوَّلِ إلى الرَّفعِ، والآخَرُ إلى النَّصْبِ، وعكس تلك الحالةِ، وبإتباعِ الأوَّلِ وقَطعِ الثَّاني إلى الرَّفعِ، وبإتباعِ الأوَّلِ وقَطعِ الثَّاني إلى النَّصْبِ.
3- أن يكونَ الاسمُ مَعرِفةً لا يحتاجُ إليهما، فيجوزُ في الجميعِ القَطعُ والإتباعُ على الأوجُهِ السَّابقةِ، ومنه: "بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ"، فيجوزُ في الرَّحمنِ والرَّحيمِ الأوجُهُ السَّبعةُ المذكورةُ سابقًا.
4- أن يكونَ الاسمُ نَكِرةً لا يفتَقِرُ إليهما، فيَجِبُ في الأوَّلِ الإتباعُ؛ لأنَّ المقصودَ مِن نعتِ النَّكِرةِ التخصيصُ، ولا يحصُلُ ذلك إلَّا بإتباعٍ واحدٍ، ويجوزُ في الباقينَ القَطعُ والإتباعُ. تَقولُ: هذا رجلٌ عالمٌ قارئٌ/ قارئًا شاعرٌ/ شاعرًا؛ فيَجِبُ في "عالم" الإتباعُ، ويجوزُ في الباقي الإتباعُ والقَطعُ.
ومنه قَولُ الشَّاعِرِ:
ويأوي إلى نِسوةٍ عُطلٍ
وشُعثًا مراضيعَ مِثْلَ السَّعالِي
بجر "عُطَّل" وقَطْع "شَعثًا" و"مراضِيعَ" و"مِثْل".

انظر أيضا: