موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الخامسُ: الفَصلُ بين الجارِّ والمجرورِ


لا يجوزُ عندَ جُمهورِ النُّحاةِ الفَصلُ بين الجارِّ والمجرورِ؛ لأنَّهما أشبَهُ بالكَلِمةِ الواحِدةِ، فلذلك لا يجوزُ أن يُقالَ: في محمَّدٌ الدَّارِ، على أنَّ محمدًا مُبتَدَأٌ، والدَّار: اسمٌ مَجرورٌ، سواءٌ كان الفَصلُ بركنٍ من أركانِ الجُملةِ أم بفَضلةٍ مِنَ الفَضلاتِ.
أمَّا ما سُمع مِن نحوِ ذلك في الشِّعرِ فضرورةٌ شِعْرِيَّةٌ، كقَولِ الشَّاعِرِ:
رُبَّ فِي النَّاسِ مُوسِرٍ كعَديمٍ
وعَديمٍ يُخالَ ذا إيسارِ
أي: رُبَّ موسرٍ في النَّاسِ. وقال غيرُه:
إنَّ عَمْرًا لا خيرَ في اليَومِ عَمرٍو
وإنَّ عَمْرًا مُخَيَّرُ الأحوالِ
يريد: لا خَيرَ في عَمرٍو اليومَ يُنظَر: ((ارتشاف الضَّرَب من لسان العرب)) لأبي حيان الأندلسي (4/ 1761)، ((تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد)) لناظر الجيش (6/ 3064). .

انظر أيضا: