موسوعة اللغة العربية

الفَرْعُ الثالثُ: المُلحَقُ بجَمعِ المؤنَّثِ السَّالمِ


أُلِحقَت طائفةٌ من الكَلِماتِ التي لا مُفرَدَ لها مِن لَفْظِها بجمعِ المؤنَّثِ السَّالمِ، فأُعرِبَت إعرابَه، فتُرفَع بالضَّمَّةِ، وتُنصَبُ بالكَسرةِ بدلًا من الفَتحةِ، وتُجَرُّ بالكَسرةِ.
وهذه الكَلِماتُ هي:
1- أُولَات: وهي بمعنى ذواتٍ أو صاحباتٍ، مُؤَنَّث (أولو)، تقولُ: هُنَّ أولاتُ علمٍ، رأيتُ النِّسوةَ أولاتِ العِلمِ، ذَهَبْتُ إلى النِّسوةِ أولاتِ العِلمِ؛ فكَلِمةُ "أُولات" الأولى: خَبَرٌ مرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ، والثانيةُ: نَعتٌ منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الكسرةُ نيابةً عن الفتحةِ؛ لأنَّه مُلحَقٌ بجَمعِ المؤنَّثِ السَّالمِ، والثالثةُ: نعتٌ مجرورٌ، وعَلامةُ جَرِّه الكَسْرةُ.
وفي القُرآنِ مَرفوعةٌ بالضَّمَّةِ: وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ [الطلاق: 4] ، ومنصوبةٌ بالكَسرةِ: وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ [الطلاق: 6] .
2- ما سُمِّي بجَمْعِ المؤنَّثِ السَّالمِ، مِثلُ: أَذْرِعَات وعَرَفَات، وكذا غيرُها من الجُموعِ؛ فلو تسمَّت امرأةٌ بسَعاداتٍ أو زَيْنباتٍ، فإنَّها تلتَحِقُ بجَمعِ المؤنَّثِ السَّالمِ وإن لم تكُنْ جَمعًا، فتُرفَعُ بالضَّمَّةِ، وتُجَرُّ بالكَسرةِ، وتُنصَبُ بالكَسرةِ نيابةً عن الفتحةِ، فتقولُ: هذه عَرَفاتٌ، وصَعِدْتُ عَرَفاتٍ، ونزَلْتُ من عَرَفاتٍ. وهذا الإعرابُ هو الأكثَرُ، وقد جاء في القرآنِ هكذا مَصروفًا، قال تعالى: فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ [البقرة: 198] .
وذهب بعضُهم إلى إعرابِ ذلك النَّوعِ إعرابَ الممنوعِ مِنَ الصَّرفِ؛ لأنَّه مُؤَنَّثٌ، فيقولُ: هذه عَرَفاتُ، صَعِدْتُ عَرَفاتَ، نزلتُ مِن عَرَفاتَ؛ فيرفَعُه بالضَّمَّةِ بغيرِ تنوينٍ، وينصِبُه ويجُرُّه بالفَتحةِ.
وبعضُهم يُعرِبُه إعرابَ جمعِ المؤَنَّثِ لكِنْ بلا تنوينٍ؛ فيرفَعُه بضَمَّةٍ واحِدةٍ، وينصِبُه ويَجُرُّه بكَسرةٍ واحِدةٍ؛ يقولُ: هذه عرفاتُ، صَعِدْتُ عَرَفاتِ، نزَلْتُ من عَرَفاتِ.
وقد رُوِيَ بَيتُ امرئِ القَيسِ على الثَّلاثةِ الأوجُهِ:
تَنَوَّرْتُها من أَذْرِعاتٍ وأَهْلُها
بِيَثْرِبَ أَدْنَى دارِها نَظَرٌ عالِي
فجاءت: أَذْرِعاتَ، وأذرعاتٍ، وأَذْرِعاتِ يُنظَر: ((أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك)) لابن هشام (1/ 87)، ((شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو)) لخالد الأزهري (1/ 83). .

انظر أيضا: