موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: تعريفُ الاستثناءِ


هو المُخْرَجُ تحقيقًا أو تقديرًا من مذكورٍ أو متروكٍ بـ(إلَّا) أو ما بمعناها بشَرْطِ الفائدةِ، فإن كان بعضَ المُستثنى منه حقيقةً فمُتَّصِلٌ، وإلَّا فمُنْقَطِعٌ.
فالإخراجُ هنا هو الاستثناءُ، وهو أن تحكُمَ على جماعةٍ بشيءٍ ما، وتُخرِجَ من بينهم أحدًا لم يأخُذْ ذلك الحُكْمَ.
والإخراجُ نوعانِ -كما ذُكِرَ في التعريفِ-:
1- إخراجٌ تحقيقيٌّ: وهو أن يكونَ المُسْتَثنى من جِنسِ المُسْتَثنى منه؛ كقَولِك: حضر الطُّلَّابُ إلَّا طالبًا، وقَطَفْتُ الأزهارَ إلَّا وردةً، وأكَلَ القومُ غيرَ عليٍّ؛ فإنَّ الطَّالِبَ من جنسِ الطُّلَّابِ حقيقةً، كذلك الوردةُ واحِدةُ الأزهارِ، وعليٌّ بعضٌ من الوَفدِ، وهذا يُسمَّى الإخراجَ التحقيقيَّ أو الاستِثناءَ المُتَّصِلَ.
2- إخراجٌ تقديريٌّ: وهو أن يكونَ المُسْتَثنى من غيرِ جِنسِ المُسْتَثنى منه، كقَولِك: جاء القومُ إلَّا حمارًا؛ فإنَّ الحِمارَ ليس من جِنسِ القَومِ. ومنه قَولُه تعالى: مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ [النساء: 157] ؛ فإنَّ اتِّباعَ الظَّنِّ ليس علمًا، وقَولُه تعالى: فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ [الحجر: 30، 31]؛ فإنَّ إبليسَ ليس من الملائِكةِ، وإنما هو من الجِنِّ؛ لِقَولِه تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ [الكهف: 50].
وقَولُنا: (بـ«إلَّا» أو بما في معناها) يَدخُلُ به أدواتُ الاستثناءِ غَيرُها، وهي: غير، سوى، خَلا، عدا، حاشا، ليس، لا يكونُ يُنظَر: ((شرح التسهيل)) لابن مالك (2/ 264)، ((التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل)) لأبي حيان الأندلسي (8/ 151). .

انظر أيضا: