موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ السَّادِسُ: حَذفُ الحالِ


الحالُ يأتي لفائدةٍ، وهي بيانُ هيئةِ الفاعِلِ أو المفعولِ به أو غيرِهما، لكِنْ قد يجوزُ حَذْفُه إذا دلَّ عليه الدَّليلُ، وأغلَبُ ما يكونُ ذلك عند القَولِ، ويكونُ الدَّليلُ عليه هو المقولَ؛ كقَولِه تعالى: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة: 127] ، وقَولُه تعالى: وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد: 23، 24].
ففي الآيةِ الأولى أصلُ الكلامِ بغيرِ حَذفٍ: وإذ يرفعُ إبراهيمُ القواعِدُ من البيتِ وإسماعيلُ قائِلَيْنِ: ربَّنا تقَبَّلْ مِنَّا، وكذا في الآيةِ الثانيةِ: والملائِكةُ يَدخُلون عليهم من كُلِّ بابٍ قائِلِينَ: سلامٌ عليكم، فحُذِفُ الحالُ -وهو (قائِلَين / قائِلِينَ) أو الجُملة الفِعْليَّة (يقولان / يقولون)- لأنَّ ما بَعْدَها -وهو جُملةُ القَولِ- قد دلَّ عليها يُنظَر: ((مغنى اللبيب عن كتب الأعاريب)) لابن هشام (2/ 634)، ((شرح ألفية ابن مالك)) للأشموني (2/ 44). .

انظر أيضا: