موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الثَّالِثُ: الشَّامُ


 كانت الشَّامُ مُستَقَرَّ بني أُمَيَّةَ وعاصِمةَ الخِلافةِ، فكانت حافِلةً بالأموالِ مُترَعةً باللَّذَّاتِ، فتَسارعَ الشُّعَراءُ إليها وتَساقَطوا عليها؛ طَلَبًا للرِّفْدِ والتِماسًا لعَطاءِ الخُلَفاءِ، فاشتَمَلَت على كُلِّ أطيافِ الشُّعَراءِ، وحَوَت جميعَ أغراضِ الشِّعْرِ مِن مَدْحٍ ورِثاءٍ وفَخْرٍ وهِجاءٍ، ونحوِ ذلك ممَّا يحتاجُه الأُمَراءُ مِنَ الشِّعْرِ، كذلك الوَصْفُ والغَزَلُ ونَحوُهما ممَّا تَطلُبُه مجالِسُ اللَّهْوِ والمُنادَمةِ.
وأمَّا غَيرُ هذه الحَواضِرِ كمِصْرَ وشَمالِ إفريقيَّةَ وفارِسَ، فقد قَلَّ الشِّعْرُ فيها، ولم تَحفِلْ بالشِّعْرِ ولا الشُّعَراءِ في عَهدِ بني أُمَيَّةَ؛ لأنَّها قَريبةُ عَهدٍ بالفَتْحِ الإسلاميِّ، ولا يَزالُ أهْلُها بَعِيدي الصِّلةِ عن العَرَبيَّةِ، فهي بِيئاتٌ جَديدةٌ في اللُّغةِ والأدَبِ والشِّعرِ [426] ينظر: ((تاريخ الأدب العربي)) لشوقي ضيف (2/139)، ((الأدب العربي وتاريخه في العصرين الأموي والعباسي)) لمحمد عبد المنعم خفاجي (ص:82). .

انظر أيضا: