موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ السَّادِسُ: الأسواقُ الأدَبِيَّة


كانت الأسواقُ الأدَبِيَّةُ سَبَبًا في رَواجِ الشِّعْرِ وانتِشارِه وازِدْهارِه؛ فقد كان الشِّعْرُ سِلعةً أساسِيَّةً في هذه الأسواقِ، ومِن أشهَرِ هذه الأسواقِ في عَصْرِ بَني أُمَيَّةَ: سُوقُ المِرْبَدِ بالبَصْرةِ والكُناسةِ بالكُوفةِ؛ فقد قام هذانِ السُّوقانِ مَقامَ سُوقِ عُكاظٍ في الجاهِلِيَّةِ، وخاصَّةً سُوقَ المِرْبَدِ الَّذي توافَدَت عليه الجماهيرُ لِيَستَمِعوا إلى ما يُلقى فيه مِنْ شِعرٍ.
 وقد اشتَعَلَت نارُ العَصَبيَّةِ القَبَليَّةِ في هذه الأسواقِ، وكانت كُلُّ قَبيلةٍ تُحاوِلُ أن تَستخرِجَ مِن شاعِرِها أحَدَّ ما في جَعْبَتِه مِن سِهامٍ حتى تَرِيشَ بها القبائِلَ الَّتي عادَتْها قَديمًا ولا تَزالُ تُعاديها حَديثًا.
وكان جَريرٌ والفَرَزْدَقُ يَعيشانِ في البَصْرةِ؛ لذا كانا يختَلِفانِ إلى المِربَدِ فيُنشِدانِ نَقائِضَهما لاستِثارةِ حَماسِ الجُمهورِ وجَذْبِ النَّاسِ إليهما [425] ينظر: ((التطور والتجديد في الشعر الأموي)) لشوقي ضيف (ص:110). .

انظر أيضا: