موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الخامِسُ: رِوايةُ الشُّعَراءِ الشِّعْرَ القَديمَ


كانَ الشُّعَراءُ رُواةً للشِّعْرِ الجاهِليِّ القَديمِ، تَواتَروا على نَقْلِه للنَّاسِ، فحَفِظوا لنا شيئًا كَبيرًا مِن التُّراثِ العَربيِّ مِن ناحِيةٍ، كما أنَّ ذلك الشِّعْرَ أثَّرَ فيهم وأضْفى على شِعْرِهم، فاسْتَفادَ الشِّعْرُ الأمَويُّ مِن ألْفاظِ الشِّعْرِ الجاهِليِّ ومَعانيه وصُوَرِه وأساليبِه.
فالفَرَزْدَقُ كانَ مِن أكْثَرِ النَّاسِ رِوايةً للشِّعْرِ القَديمِ، ومِن أكْثَرِ النَّاسِ اهْتِمامًا بالشِّعْرِ، قالَ يونُسُ: "لولا شِعْرُ الفَرَزْدَقِ ‌لذَهَبَ ‌نِصْفُ ‌أخْبارِ ‌النَّاسِ" [423] ينظر: ((البيان والتبيين)) للجاحظ (1/262). .
وفي ذلك يقولُ الفَرَزْدَقُ:
وَهَبَ ‌القَصائِدَ ‌لي ‌النَّوابِغُ ‌إذ ‌مَضَوا
وأبو يَزيدَ وذو القُروحِ وجَرْولُ
والفَحْلُ عَلْقَمةُ الَّذي كانَتْ له
حُلَلُ المُلوكِ كلَامُه لا يُنْحَلُ
وأخو بَني قَيْسٍ وهنَّ قَتَلْنَه
ومُهَلْهِلُ الشُّعَراءِ ذاك الأوَّلُ
والأعْشَيانِ كِلاهما ومُرقِّشٌ
وأخو قُضاعةَ قَوْلُه يُتَمثَّلُ
وأخو بَني أسَدٍ عَبيدٌ إذ مَضى
وأبو دُؤادٍ قَوْلُه يُتَنخَّلُ
وابنا أبي سُلْمى زُهَيْرٌ وابنُه
وابنُ الفريعةِ حينَ جَدَّ المِقْولُ
والجَعْفريُّ وكانَ بِشْرٌ قبْلَه
لي مِن قَصائِدِه الكِتابُ المُجْمَلُ
ولقد ورِثْتُ لآلِ أوْسٍ مَنطِقًا
كالسُّمِّ خالَطَ جانِبَيه الحَنْظَلُ
والحارثِيُّ أخو الحَماسِ وَرِثْتُه
صَدْعًا كما صَدَعَ الصَّفاةَ المِعْوَلُ [424] ((شرح نقائض جرير والفرزدق)) لأبي عبيدة معمر بن المثنى (2/373)، ((منتهى الطلب من أشعار العرب)) لابن ميمون البغدادي (ص:223).  

انظر أيضا: