موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الثَّالِثُ: مُمَيِّزاتُ الخَطابةِ وخَصائِصُها


اتَّسِمَتِ الخَطابةُ في عَصْرِ النُّبوِّةِ والخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ بعِدَّةِ سِماتٍ على الصَّعيدَينِ المَعْنويِّ واللَّفْظيِّ:
الخَصائِصُ المَعْنويَّةُ:
1- بُروزُ الجانِبِ الدِّينيِّ الدَّعَويِّ فيها، وهي السِّمةُ الأغْلَبُ.
2- وَحْدةُ المَوْضوعِ في الخُطبةِ الواحِدةِ.
3- تَعدُّدُ أغْراضِ الخَطابةِ وتَنوُّعُها؛ فمِنها الدِّينيَّةُ والسِّياسيَّةُ والاجْتِماعيَّةُ.
4- الاعْتِمادُ على الحُجَجِ والبَراهينِ، والرَّغْبةُ في الإقْناعِ الذِّهْنيِّ والتَّأثيرِ في العَقْلِ والنَّفْسِ.
الخَصائِصُ اللَّفْظيَّةُ:
1- المَيلُ إلى الإيجازِ، والتَّرْكيزُ مِن غيْرِ إخْلالٍ، والاعْتِمادُ على الفِقْراتِ القَصيرةِ الَّتي تَشْتمِلُ على جَوامِعِ الكَلِمِ رَغْمَ قِلَّةِ ألْفاظِها.
2- جَزالةُ الألْفاظِ وفَصاحةُ العِبارةِ؛ فلم يَسْتعمِلوا الغَريبَ الوَحْشيَّ ولا المُبْتذَلَ السُّوقيَّ.
3- الإكْثارُ مِن الاسْتِشهادِ بالآياتِ القُرآنيَّةِ والأحادِيثِ النَّبويَّةِ، والحِكَمِ والأمْثالِ والشِّعْرِ؛ وذلك لتَأكيدِ المَعاني وزِيادةِ تَأثيرِها في النُّفوسِ.
4- الاعْتِمادُ على الطَّبْعِ والفِطرةِ، وكَراهيَةُ التَّكلُّفِ والتَّصنُّعِ.
5- كانَتِ الأسْجاعُ تَأتي في خُطَبِهم على السَّجيَّةِ والطَّبيعةِ، مِن غيْرِ تَكلُّفٍ مِنهم، بلْ كانوا يَنْأونَ عنها ما اسْتَطاعوا.
6- تَصْديرُها بالحَمْدِ للهِ والثَّناءِ عليه، ثُمَّ الصَّلاةِ والسَّلامِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ [404] ينظر: ((الأدب الإسلامي المفهوم والقضية)) لعلي صبح وعبد العزيز شرف وعبد المنعم خفاجي (ص: 136)، ((أدب صدر الإسلام)) لواضح الصمد (ص: 149). .

انظر أيضا: