موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّاني: النَّثْرُ اصْطِلاحًا


رُبَّما أُخِذَ لَفْظُ "النَّثْرِ" عَلَمًا على ذلك النَّوْعِ مِن الكَلامِ الأدَبيِّ مِن المَعنى اللُّغويِّ للنَّثْرِ، المُتعلِّقِ بنَثْرِ اللُّؤْلُؤِ؛ فكأنَّ الخَطيبَ إذا خطَبَ في النَّاسِ خُطبةً بَليغةً أدَبيَّةً، فكأنَّه يَنثُرُ عليهم مِن اللَّآلِئِ والهَدايا، كما يَنثُرُ الآدِبُ -صاحِبُ المَأدُبةِ- على الحاضِرينَ. وكذلك سائِرُ النُّثَّارِ كأصْحابِ القِصَصِ والرَّسائِلِ والمَقاماتِ والرِّواياتِ وغيْرِها.
وقد تَقارَبتْ تَعْريفاتُ الاصْطِلاحيِّينَ لمَفْهومِ "النَّثْرِ"؛ فقيلَ: هو الكَلامُ الخالي مِن الأوْزانِ والقَوافي، ويَقصِدُ به صاحِبُه التَّأثيرَ في نُفوسِ المُستْمِعينَ، والَّذي يَحفِلُ مِن أجْلِ ذلك بالصِّياغةِ وجَمالِ الأداءِ [35] يُنظر: ((تاريخ الأدب العربي: الأدب الجاهلي)) شوقي ضيف (ص: 398)، ((الفن ومذاهبه في النثر العربي)) شوقي ضيف (ص15). .
وقيلَ: هو الكَلامُ المَنْثورُ لا المَنْظومُ، الَّذي يَعْتمِدُ على الفِكْرِ والمَنطِقِ لا الخَيالِ والعاطِفةِ، يَتحكَّمُ فيه العَقْلُ والفِكْرُ أكْثَرَ مِن المَشاعِرِ والخَوالِجِ والأحاسيسِ، ومِنه: القِصَّةُ والرِّوايةُ، والمَسْرحيَّةُ والخُطبةُ، والرِّسالةُ والخاطِرةُ والمَقالُ [36] يُنظر: ((مدخل لدِراسة الأدب)) ضمن مقررات كلية الآداب جامعة أم القرى (ص12). .
وقيل: هو الكَلامُ الَّذي يُصوِّرُ العَقْلَ والشُّعورَ، ولا يَتَقيَّدُ بوَزْنٍ ولا قافيةٍ [37] يُنظر: ((أصول النقد الأدبي)) أحمد الشايب (ص: 328). .

انظر أيضا: