موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ السَّادِسَ عَشَرَ: عَبدُ الغَني الدُّقر (ت: 1423 هـ)


عَبدُ الغَنيِّ بنُ عَلي الدُّقْر، الدِّمَشْقِيُّ.
مَوْلِدُه:
وُلِد سَنةَ خمسٍ وثلاثينَ وثلاثِ مِائةٍ وألْفٍ.
من شيوخه:
والده الشيخ علي الدقر، وعز الدين التنوخي، وحسن حبنكة، وعبد القادر البغدادي، وعبد الكريم الرفاعي.
ومن تلاميذه:
الشيخ عبد الله الطنطاوي.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
عالمٌ، وأديبٌ لُغَويٌّ، ونَحويٌّ صَرفيٌّ، ومُحقِّقٌ باحِثٌ.
عَقيدتُه:
ذكَرَ تلميذُه عَبدُ اللهِ الطَّنطاويُّ أنَّه سَلَفيُّ العقيدةِ، يعتَقِدُ مَذهَبَ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ.
وقد ثبَتَ ذلك مِن خِلالِ بَعْضِ مُؤَلَّفاتِه؛ فمن ذلك أنَّه نَسَب الإمامَ النَّوويَّ إلى مَذهَبِ أهلِ السُّنَّةِ واعتِقادِ السَّلَفِ، قال: ((وكتابُه "شرح مسلم" فيه الكثيرُ مِنَ العقائِدِ على أُصولِ أهلِ السُّنَّةِ، وهو سَلَفِيُّ العَقيدةِ، ويُؤَوِّلُ أحيانًا على طريقةِ المتأخِّرينَ)) [814] ينظر: ((الإمام النووي شيخ الإسلام والمسلمين)) لعبد الغني الدقر (ص: 64). .
وألَّف كتابًا في الإمامِ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، سمَّاه: "الإمامُ أحمَدُ بنُ حَنبَلٍ إمامُ أهلِ السُّنَّةِ"، قال فيه بَعْدَ أن ذَكَر اعتقادَ أحمَدَ بنِ حَنبَلٍ في صِفةِ استِواءِ اللهِ تعالى على العَرْشِ: ((أمَّا غَيرُ السَّلَفِ فقد اختلفوا على أربعةَ عَشَرَ قَولًا، فأين يَكمُنُ الحَقُّ لدى هؤلاء جميعًا؟ وما اختَلَفوا إلَّا لأنَّهم أوَّلوا، والذين بَدَؤوا بالتأويلِ هم المُعتَزِلةُ والجَهْميَّةُ، وما فَتِئوا يُؤَوِّلون ويَنْفون، ويُجرِّدون حتى كادوا يجعَلون مِنَ الإلهِ الحقِّ فِكرةً مجرَّدةً! ووَضَعوا لآرائِهم ومُعتَقَداتِهم أُصولًا، ثم أوَّلُوا عليها آياِت الكِتابِ التي لا تتَّفِقُ في ظاهِرِها مع ما أصَّلُوا)) [815] ينظر: ((أحمد بن حنبل إمام أهل السُّنَّة)) لعبد الغني الدقر (ص: 109). .
كما ذَكَر أبا الحَسَنِ الأشعَريَّ، وذكَرَ أنَّه "إمامُ الأشاعِرةِ"، وأخبَرَ عن عقيدتِه وأنَّه يوافِقُ مَذهَبَ الإمامِ أحمدَ في جميعِ مَسائِلِ الصِّفاتِ والاعتِقادِ، ثمَّ ذَكَر قَولَ ابنِ عَساكِرَ: ((فتَأَمَّلوا -رحمكم اللهُ- هذا الاعتِقادَ ما أوضَحَه وأبْيَنَه! واعتَرِفوا بفَضْلِ هذا الإمامِ العالِمِ الذي شَرَحه وبيَّنَه، وانْظُروا سُهولةَ لَفْظِه فما أفصَحَه وأحسَنَه! وكونوا ممَّن قال اللهُ فيهم: الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ [الزمر: 18] ، وتبَيَّنوا فَضْلَ أبي الحَسَنِ واعْرِفوا إنصافَه، واسْمَعوا وَصْفَه لأحمَدَ بالفَضْلِ واعترافَه، لتَعْلَموا أنَّهما كانا في الاعتقادِ مُتَّفِقَينِ، وفي أُصولِ الدِّينِ ومَذهَبِ السُّنَّةِ غَيرُ مُفتَرِقَينِ، ولم تَزَلِ الحنابِلةُ ببَغْدادَ في قديمِ الدَّهْرِ على ممَرِّ الأوقاتِ تعتَضِدُ بالأشعَريَّةِ على أصحابِ البِدَعِ؛ لأنَّهم المتكَلِّمونَ مِن أهلِ الإثباتِ، فمن تكَلَّم منهم في الرَّدِّ على مبتَدِعٍ فبِلِسانِ الأشعَريَّةِ يتكَلَّمُ، ومن حقَّق منهم في الأُصولِ في مسألةٍ فمنهم يتعَلَّمُ، فلم يزالوا كذلك حتى حدَثَ الاختِلافُ في زَمَنِ أبي نَصرٍ القُشَيريِّ ...)) [816] ينظر: ((أحمد بن حنبل إمام أهل السُّنَّة)) لعبد الغني الدقر (ص: 132). .
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((مُعجَم القواعِد العَرَبيَّة))، وكتاب: ((لُبابُ التأويلِ في معاني التنزيل))، وكتاب: ((الإمامُ الشَّافعي: فقيهُ السُّنَّةِ الأكبر))، وكتاب: ((الإمامُ النَّوَوي شيخ الإسلام والمُسلِمين، وعُمْدة الفُقَهاء والمحَدِّثين))، وكتاب: ((تاريخ مدينة دِمَشْق)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ ثلاثٍ وعِشرينَ وأربَعِ مِائةٍ وألْفٍ [817] يُنظَر: مقال بعنوان: عبد الغني الدقر - النحوي الفقيه والمؤرخ الأديب)) لمجد مكي، على موقع رابطة العلماء السوريين: https: //islamsyria.com/site/show_cvs/146 ، مقال بعنوان: ((الشيخ الأديب عبد الغني الدقر))، لعبد الله الطنطاوي، على موقع مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية: http: //www.asharqalarabi.org.uk/center/rijal-daqer.htm .

انظر أيضا: