موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الثَّاني: مُحَمَّد عبد الخالِقِ عِضِيمة (ت: 1404 هـ)


هو الشَّيخُ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ الخالِقِ بنِ عَلِيِّ بنِ عِضِيمةَ، المِصْريُّ.
مَوْلِدُه:
وُلِدَ سَنةَ سبعٍ وعِشْرينَ وثلاثِ مِائةٍ وألْفٍ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
دَرسَ الأدَبَ والتَّفسيرَ والحَديثَ والفِقْهَ، كان مُدَرِّسًا في كُلِّيَّةِ اللُّغةِ العَربيَّةِ بالأزهَرِ الشَّريفِ، بَعثَ إلَى المَملَكةِ العَرَبيَّةِ السُّعوديَّةِ ليُدرِّسَ عُلومَ العَرَبيَّةِ، فعَكَف على قِراءة كِتابِ سِيبَوَيه ووضعَ له فهارِسَ مُنفصِلةً، وعَكَف على البَحرِ المُحيطِ، ونَقَلَ نُصوصَ المَسائِلِ النَّحَويَّةِ والصَّرفيَّةِ. وقد فاز بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 1403هـ، عن كتابه: ((دراسات لأسلوب القرآن الكريم)).
عَقيدتُه:
ظهَرَ من مؤَلَّفاتِ الشَّيخِ أنَّه كان أشعَريًّا، يدُلُّ على ذلك تأويلُه بعضَ الصِّفاتِ، مِثلُ قَولِه في تفسيرِ قَولِه تعالى: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة: 64] : ((في القُرطبيِّ: أي: بل نِعمةُ اللهِ مَبسوطةٌ. أبو السُّعودِ: عَطْفٌ على مُقَدَّرٍ يقتضيه المقامُ، أي: كَلَّا ليس هو كذلك، بل هو في غايةِ ما يكونُ مِنَ الجُودِ)) [791] ينظر: ((دراسات لأسلوب القرآن الكريم)) لمحمد عبد الخالق عضيمة (2/ 69). . وقال في موضِعٍ آخَرَ في تفسيرِ نَفسِ الآيةِ: ((بَسْطُ الكَفِّ يُستعمَلُ تارةً للبَذْلِ والإعطاءِ. المفرداتُ: غَلُّ اليَدِ وبَسْطُها مجازٌ عن البُخلِ والجُودِ. الكَشَّاف)) [792] ينظر: ((دراسات لأسلوب القرآن الكريم)) لمحمد عبد الخالق عضيمة (6/441). .
وقال في الرَّدِّ على المُعتَزِلةِ: ((وقد طَعَن في هذه القِراءةِ المُبَرِّدُ وابنُ قُتَيبةَ والزَّجَّاجُ وأبو عليٍّ الفارسيُّ والنَّحَّاسُ، وتَبِعَهم الزَّمخشريُّ، ووهَّموا القُرَّاءَ، وقالوا: حَمَلَهم على ذلك كونُ الذي كُتِبَت في هذين الموضعينِ على اللَّفظِ فيمن نَقَل حَركةَ الهَمزةِ إلى اللَّامِ وأسقَطَ الهمزةَ، فتوَهَّمَ أنَّ اللَّامَ مِن بِنيةِ الكَلِمةِ ففَتَح التَّاءَ، وكان الصَّوابُ أن يَجُرَّ، ثمَّ مادة ل ي ك لم يوجَدْ منها تركيبٌ؛ فهي مادَّةٌ مُهمَلةٌ كما أهملوا مادة خ ذ ج منقوطًا.
وفي هذه نَزعةٌ اعتِزاليَّةٌ يَعتَقِدون أنَّ بَعْضَ القِراءاتِ بالرَّأيِ لا بالرِّوايةِ، وهذه قِراءةٌ مُتواتِرةٌ لا يمكِنُ الطَّعنُ فيها، ويَقرُبُ إنكارُها مِن الرِّدَّةِ والعِياذُ باللهِ))
[793] ينظر: ((دراسات لأسلوب القرآن الكريم)) لمحمد عبد الخالق عضيمة (11/ 183). .
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((دراسات لأُسلُوب القُرآنِ الكريم))، وكتاب: ((المُغْني في تصريف الأفعال))، وكتاب: ((اللُّباب في تصريف الأفعال))، وكتاب: ((هادي الطَّريق إلى ذخائِرِ الطَّريق)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ أربعٍ وأربعِمائةٍ وألْفٍ مِن الهجرةِ [794] يُنظَر: ((البحث الصرفي عند الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة)) لوجدان الديلمي (ص: 3 وما بعدها)، ((محمد عبد الخالق عضيمة وجهوده النحوية)) لانتصار يونس مهيمي (ص: 68 وما بعدها). .

انظر أيضا: