موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الخامِسُ: أحمد تَيْمُور (ت: 1348هـ)


أحمَدُ بنُ إسماعيلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إسماعيلَ بنِ عَلِي تيمور، الكُرْديُّ، المَوصِليُّ، اللُّغَويُّ، المؤرِّخُ.
مَوْلِدُه:
وُلِد سَنةَ ثمانٍ وثَمانينَ ومائَتَينِ وألف.
مِن مَشَايِخِه:
حَسَن الطَّويل، وطاهِر الجزائريُّ، ومُحَمَّد عَبْدُه.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
عُضوُ المَجْمَعِ العِلْميِّ العَرَبيِّ بدِمَشْقَ، وكان رَضِيَّ النَّفسِ، كَريمَها، مُتَواضِعًا، فيه انقِباضٌ عَنِ النَّاسِ، وهو أحَدُ كِبارِ رِجالِ النَّهضة العَربيَّة، وباحِثٌ في حُقولِ اللُّغة والأدَبِ والتَّاريخِ، ويُعَدُّ صاحِبَ أكبَرِ مَكتَبةٍ خاصَّةٍ في العَصرِ الحَديثِ، تَلَقَّى مَبادِئَ العُلومِ في مَدرَسة فرَنسيَّة، وأخذَ الأدَبَ عَن عُلماءِ عَصرِه واتَّصَلَ بهم، وقَد شَهِدَت دارُه مَجالِسَ أدبيَّةً وعِلميَّةً حافِلةً، كان يَحضُرُها أقطابُ الفِكرِ والسِّياسةِ والأدَبِ، وانقَطَعَ إلَى خِزانةِ كُتُبِه يُنقِّبُ فيها ويُعَلِّقُ ويُفَهْرِسُ إلَى أن أُصيبَ بفَقْدِ ابنِه مُحَمَّدٍ فلازَمَتْه نَوْباتٌ قَلبيَّةٌ انتَهت بوفاتِه.
عَقيدتُه:
ظَهَر مِن خِلالِ مُؤَلَّفاتِ أحمد تيمور أنَّه كان أشعَريًّا، بدا ذلك واضِحًا حينَ قال في حَقِّ الحنابِلةِ: ((وكثيرًا ما كانت ترجِعُ إلى أُمورٍ اعتِقاديَّةٍ يُخالِفُهم غيرُهم فيها؛ لانفرادِ أصحابِ هذا المذهَبِ بعَقيدةٍ خاصَّةٍ في الأُصولِ. وذكَرَ التَّاجُ السُّبكي في "الطَّبقات" أنَّ أكثَرَ فُضَلاءِ مُتقَدِّميهم أشاعِرةٌ، لم يخرُجْ منهم عن عَقيدةِ الأَشعريِّ إلَّا مَن لَحِقَ بأهلِ التَّجسيمِ. قال: وهم في هذه الفِرقةِ مِن الحنابِلةِ أكثَرُ مِن غيرِهم)) [764] ينظر: ((نظرة تاريخية في حدوث المذاهب الفقهية الأربعة)) لأحمد تيمور باشا (ص: 84). . فجعل مَذهَبَ أهلِ السُّنَّةِ تجسيمًا، ولا رَيبَ أنَّ أكثَرَ الحنابِلةِ على مَذهَبِ أهل ِالسُّنَّةِ والجماعةِ.
وقال أيضًا: ((قال المقريزيُّ: فلمَّا كانت سَلْطنةُ المَلِكِ الظَّاهِرِ بِيبَرْس البُنْدُقْدَارِيِّ، وَلِيَ بمِصْرَ والقاهِرةِ أربَعةُ قُضاةٍ، وهم: شافِعيٌّ، ومالِكيٌّ، وحَنَفيٌّ، وحَنبَليٌّ، فاستمَرَّ ذلك من سنةِ خَمسٍ وستينَ وسِتِّمائةٍ، حتى لم يَبْقَ في مجموعِ أمصارِ الإسلامِ مَذهَبٌ يُعرَفُ مِن مذاهِبِ أهلِ الإسلامِ سِوى هذه المذاهِبِ الأربَعةِ، وعَقيدةِ الأشعَريِّ، وعُمِلَت لأهلِها المدارِسُ والخواناتُ والزَّوايا والرُّبُطُ، في سائِرِ ممالِكِ الإسلامِ، وَعُودِيَ من تمذهَبَ بغَيرِها، وأُنكِرَ عليه، ولم يُوَلَّ قاضٍ ولا قُبِلَت شهادةُ أحَدٍ، ولا قُدِّم للخَطابةِ والإمامةِ والتدريسِ أحدٌ ما لم يكُنْ مُقَلِّدًا لأحَدِ هذه المذاهِبِ، وأفتى فُقَهاءُ هذه الأمصارِ في طُولِ هذه المُدَّةِ بوُجوبِ اتِّباعِ هذه المذاهِبِ وتحريمِ ما عداها. والعَمَلُ على هذا إلى اليَومِ. انتهى ... وفي قَولِه: «وعقيدةِ الأشعَريِّ» نظرٌ؛ لأنَّ الحَنَفيَّةَ يتَّبِعونَ في الأُصولِ عقيدةَ الماتُريديِّ، إلَّا أن يكون عَدَّهُمْ من الأشعَريَّةِ، بالمعنى الذي أراده التَّاجُ السُّبكي وسبق لنا بيانُه، وكأنَّه لم يَعتَدَّ بالحنابِلةِ لقِلَّتِهم مع أنَّ لهم عقيدةً خاصَّةً كما قدَّمْنا)) [765] ينظر: ((نظرة تاريخية في حدوث المذاهب الفقهية الأربعة)) لأحمد تيمور (ص: 85). .
مُصنَّفاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((التصوير عند العَرَب))، وكتاب: ((نظرة تاريخية في حدوث المذاهب الأربعة))، وكتاب: ((تصحيح لسان العَرَب))، وكتاب: ((تصحيح القاموس المحيط))، وكتاب: ((اليزيديَّة ومنشأ نِحْلَتهم))، وكتاب: ((ضَبْط الأعلام)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ ثمانٍ وأربعين وثلاثِ مِائةٍ وألْفٍ [766] يُنظر: ((الأعلام)) للزركلي (1/ 100)، ((معجم المؤلفين)) لعمر كحالة (1/ 166)، ((أحمد تيمور باشا)) مقال في موقع هنداوي: https://www.hindawi.org/contributors/63682491/. .

انظر أيضا: