موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الثَّالث: زَيني زادَهْ (ت: 1168هـ)


حُسَينُ بنُ أحمَدَ، الرُّومي، البرسَويُّ - نِسبةً إلى مدينةِ بروسة، وهي من أعمالِ تُركيا - الحَنَفيُّ، النَّحْويُّ الصَّرْفيُّ.
مَولِدُه:
وُلِد سَنةَ سَبعةٍ ومِائةٍ وألفٍ.
مِن مَشَايِخِه:
محمَّد أفندي الصوبجي، درويش مُحَمَّد أفندي، مُحَمَّد أفندي الكوز لحصاري.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان يَقرَأ كُتُبَه بنَفْسِه على طُلَّابِه، ويُعلِّقُ عليها بخَطِّ يَدِه، وكان مُهتَمًّا بحِفظِ كُتُبِ النَّحوِ، وتَدريسِها وقِراءَتِها على الطُّلَّابِ، وتَقييدِ الشُّروحِ والإعرابِ على مُتونِها، وكان واسِعَ الِاطِّلاعِ على الأقوالِ المُختَلِفةِ، والكُتُبِ الكَثيرة، وتَمَيَّزَ بحِرصِه على الطُّلَّابِ وإيصالِ النَّفعِ لهم، وحُنُوِّه عليهم، واستِقلالِ شَخصيَّتِه، مَعَ تَواضُعِه وأمانَتِه، وعَدَمِ تَشبُّعِه بما لم يُعْطَ، أو إظهارِ أنَّه اطَّلَع على شَيءٍ وهو لم يُطَّلِعْ عليه؛ هذا على كَثرة الِاعتِراضاتِ الَّتي اعتَرَضَ بها زيني زادَه على النُّحاةِ المُتَقَدِّمينَ والمُتَأخِّرينَ والمُعاصِرينَ له، وشِدَّتِه في ذَلِكَ أحيانًا، الَّتي تُحسَبُ في أوَّلِ وَهلةٍ مِنَ الكِبرِ، إلَّا أنَّه مع ذلك يُظهرُ التَّواضُعَ في مَوطِنِه.
عَقيدتُه:
الذي يظهَرُ مِن كلامِ زَيْني زادَهْ أنَّه كان مخالِفًا للمُعتَزِلةِ، يدُلُّ على ذلك إعرابُه لِقَولِه تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر: 49]؛ حيثُ قال: ((ونَصْبُ "كلَّ" هو القِراءةُ المشهورةُ التي اتَّفَق السَّبعةُ عليها، والرَّاجِحُ على الرَّفعِ، وإن احتاج إلى التقديرِ؛ لأنَّه نصٌّ في المقصودِ، بخِلافِ الرَّفعِ المُوهِمِ لخِلافِه، كما ذكَرَه المصَنِّفُ وابنُ مالِكٍ. وقُرئَ في الشَّواذِّ برَفعِ "كُلُّ" على الابتداءِ؛ فعلى هذا فالأَوْلَى أن يُجعَلَ "خَلَقْناه" خبرًا للمُبتدأِ لا نَعْتًا؛ ليطابِقَ المشهورةَ في الدَّلالةِ على أنَّ كُلَّ شَيءٍ مخلوقٌ بقَدَرٍ؛ لأنَّ الأصلَ تَوَافُقُ القِراءةِ مع موافَقَتِه لمَذهَبِ أهلِ السُّنَّةِ في خَلْقِ أفعالِ العِبادِ، و"بقَدَرٍ" متعَلِّقٌ بـ "خلقناه" كما في الشِّهابِ، أو ظَرَفٌ مُستَقِرٌّ حالٌ مِن مَفعولِه، أو خبرٌ بَعْدَ خبرٍ للمُبتَدَأِ.
فظهر أنَّ اختيارَ النَّصْبِ في "كُلَّ شَيءٍ" عند أهلِ السُّنَّةِ خِلافًا للمُعتَزِلةِ؛ فإنَّهم اختاروا الرَّفعَ على الابتداءِ، وجعلوا جملةَ "خَلَقْناه" صفةَ "شَيءٍ"، وقَولَه تعالى: "بِقَدَرٍ" خَبَرَ المبتدأِ، بناءً على مَذهَبِهم الباطِلِ من أنَّ أفعالَ العبادِ ليست مخلوقةً للهِ تعالى))
[732] ينظر: ((الفوائد الشافية على إعراب الكافية)) لزيني زاده، تحقيق: رضا جمال (2/465). .
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((الفوائد الشَّافية على إعرابِ الكافية))، وكتاب: ((كَشْف الإعراب))، وكتاب: ((إعراب الكافِيَة))، وكتاب: ((تعليق الفواضِل على إعراب العوامِل))، وكتاب: ((تصريف الأمثِلة))، وكتاب: ((شرح الأمثلة المختَلِفة))، وكتاب: ((حَلُّ أسرار الأخيار فِي مُعرَبِ الإظهار)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ ثمانٍ وستين ومِائةٍ وألف [733] يُنظَر: مقدمة تحقيق ((الفوائد الشَّافِية عَلى إعْرابِ الكافِية)))، لزَيني زادهْ (ت: 1168 هـ)، تحقيق رضا جمال عبد المَجيد حسَن، رسالة ماجستير، من كلية دار العلوم- جامعة القاهرة، (1435 هـ - 2014 م)، ((الأعلام)) للزركلي (2/ 232)، ((اكتفاء القنوع بما هو مطبوع)) لإدوارد كرنيليوس فانديك (ص: 311)، ((معجم المؤلفين)) لعمر كحالة (3/ 311)، ((تعليق الفواضل على إعراب العوامل)) لمحمد بن يونس هاني (ص: 30) رسالة ماجستير من كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 1433 هـ - 2012م. .

انظر أيضا: