موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الأوَّلُ: إبراهيمُ بنُ حَسَنٍ الكُورَانيُّ (ت: 1101 هـ)


أبو إسحاقَ وأبو مُحَمَّدٍ، إبراهيمُ بنُ حَسَنٍ الكُورانيُّ الشَّهرزوريُّ الكُرديُّ ثمَّ المَدَنيُّ، الشَّافعيُّ، النَّحْويُّ، اللُّغَويُّ، المفسِّرُ.
مَوْلِدُه:
وُلِد سَنةَ خمسٍ وعِشرينَ وألف.
مِن مَشَايِخِه:
الصَّفيُّ أحمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ القَشَّاشُ، والعارِفُ أبو المواهِبِ أحمَدُ بنُ عَلِيٍّ الشِّنَّاوي، وأبو مكتوم المغربي، عبد الكريم بن هداية الله الكوراني.
من تلاميذه:
أحمدُ بنُ محمدٍ الداراني، عليُّ بن أحمد بن محمد المعروف بابنِ بجع البعلي.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان إبراهيمُ بنُ حَسَنِ الكورانيُّ فقيهًا مِن فُقَهاءِ الشَّافِعيَّة، عالِمًا بالحَديثِ، مُجتَهدًا، دَرَسَ العَرَبيَّة والمَنطِقَ، والهيئةَ والهندَسة، وقَرَأ في المَعاني والبَيانِ، والأصولِ والفِقهِ، والتَّفسيرِ، وسَمِعَ الحَديثَ عَن جَماعةٍ في الشَّامِ ومِصرَ والحِجازِ، وبَرعَ في جَميعِ الفُنونِ، وأقرَأَ العَرَبيَّةَ.
عَقيدتُه:
قال أبو الفَضلِ الحُسَيني: ((الصُّوفيُّ النَقْشَبنديُّ)) [726] ينظر: ((سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر)) للحسيني (1/ 5). .
وفي كتابه: ((إتحاف الخَلَف بتحقيقِ مَذهَبِ السَّلَف)) أقوالٌ فريدةٌ، فمِن ذلك قَولُه: ((فتلَخَّص أنَّ الحَقَّ تعالى له الإطلاقُ الحقيقيُّ المصَحِّحُ للتجَلِّي فيما يشاءُ مع بقاءِ التَّنْزيهِ؛ فصَحَّ أن يتَّصِفَ بالمُتشابِهاتِ بمعانيها اللُّغَويَّةِ المفهومةِ عِندَ أهلِ اللِّسانِ المخاطَبِ به في عينِ التَّنْزيهِ بـ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى: 11] ، وهذا هو تأويلُ الرَّاسِخينَ في العِلْمِ؛ فإنَّ إبقاءَ لَفظِ المتشابِهِ على معناه المفهومِ عِندَ أهلِ اللِّسانِ مع تحقيقِ التَّنْزيه بـ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى: 11]   لا تهتدي إليه العُقولُ بمُجَرَّدِ أفكارِها سالِمًا من الإشكالاتِ والشُّبُهاتِ، إلَّا من أعطاه اللهُ تعالى كَمالَ الإيمانِ بالمتشابِهِ)) [727] ينظر: ((إتحاف الخلف بتحقيق مذهب السلف)) للكوراني (ص: 13). .
ويقولُ أيضًا: ((فالتجَلِّي الرَّحمانيُّ بالاستواءِ على العَرْشِ على ظاهِرِه لا يُنافي التَّنْزيهِ؛ فإنَّ اللهَ تعالى لإطلاقِه الحقيقيِّ لا مكانَ له، ولا جِهةَ له، مع صِحَّةِ تجَلِّيه في المكانِ والجِهةِ؛ فبالاعتِبارِ الأوَّلِ: لا تفاوُتَ بين الأشياءِ في القُربِ والبُعدِ، ولا مَزِيَّةَ في ذلك. وبالاعتبارِ الثَّاني: صَحَّ التَّفاوُتُ بالقُربِ والبُعدِ بَيْنَ الأشياءِ بالنِّسبةِ إلى التجَلِّياتِ الأسمائيَّةِ، وفيها تحصُلُ المَزِيَّةُ لتفاوُتِ التجَلِّياتِ الأسمائيَّةِ بالآثارِ)) [728] ينظر: ((إتحاف الخلف بتحقيق مذهب السلف)) للكوراني (ص: 15). .
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((تفسير القُرآنِ))، وكتاب: ((إنباه الأنباه في إعرابِ لا إله إلَّا الله))، وكتاب: ((إتحاف الخَلَف بتحقيق مذاهِبِ السَّلَف))، وكتاب: ((شرح العوامل الجرجانية))، وكتاب: ((تكميل التعريف لكتابٍ في التصريف)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ إحدى ومِائةٍ وألف [729] يُنظَر: (البدر الطالع)) للشوكاني (1/ 11)، ((معجم المؤلفين)) لعمر كحالة (1/ 21)، ((معجم المفسرين)) للسيوطي (1/ 12)، ((الأعلام)) للزركلي (1/ 35). .

انظر أيضا: