موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الثَّالِثُ: أبو البَقاءِ الكَفَويُّ (ت: 1094هـ)


أبو البقاءِ أيُّوبُ بنُ موسى الحُسَينيُّ القريميُّ الكَفَويُّ، القاضي الحَنَفيُّ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان من قُضاةِ الأحنافِ، عاش ووَلِيَ القَضاءَ في (كفه) بتركيا، وبالقُدس، وببَغْدادَ.
عَقيدتُه:
دلَّت مؤلَّفاتُ أبي البقاءِ على أنَّه كان على مُعتَقَدِ الماتُريديَّةِ، يشهَدُ لهذا قَولُه: ((ولا يُكَلَّفُ المجتَهِدُ بنَيلِ الحَقِّ وإصابتِه بالفِعْلِ؛ إذ ليس ذلك في وُسْعِه؛ لغُموضِه وخفاءِ دَليلِه، بل ببَذْلِ الجُهدِ واستِفراغِ الطَّاقةِ في طَلَبِه، وليس فيه تكليفٌ بما لا يُطاقُ أصلًا، خلافًا لجُمهورِ المُعتَزِلةِ والأشاعِرةِ في صورةِ عَدَمِ تعَدُّدِ الحَقِّ والتكليفِ بالاجتِهادِ في العَمَليَّاتِ)) [722] ينظر: ((الكليات)) للكفوي (ص: 44). . وهذا مَّما تفَرَّدت به الماتُريديَّةُ عن الأشاعِرةِ.
وقال أيضًا: ((والمذهَبُ عِندَنا أنَّ الإيمانَ فِعلُ عَبدٍ بهِدايةِ الرَّبِّ وتوفيقِه، وهو الإقرارُ باللِّسانِ والتَّصديقُ بالقَلبِ، والتَّصديقُ بالقَلبِ هو الرُّكنُ الأعظَمُ، والإقرارُ كالدَّليلِ عليه)) [723] ينظر: ((الكليات)) للكفوي (ص: 213). .
وقال أيضًا: ((التَّوفيقُ: هو التَّسهيلُ وكَشْفُ حُسْنِ الشَّيءِ على القَلْبِ، لا خَلْقُ قُدرةِ الطَّاعةِ كما ذهب إليه المحَدِّثون ووافَقَهم الأشعَريُّ، ولا خَلْقُ الطَّاعةِ كما ذهَبَ إليه إمامُ الحَرَمينِ رحمه اللهُ ومَن تَبِعَه؛ لأنَّ القُدرةَ صالحةٌ للضِّدَّينِ، والطَّاعةَ مُتوَقِّفةٌ على التَّوفيقِ؛ فهو سَبَبُها. والتَّوفيقُ: هو النُّصرةُ والتَّيسيرُ)) [724] ينظر: ((الكليات)) للكفوي (ص: 310). .
مُصنَّفاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((الكُلِّيَّات))، وكتاب: ((تُحفة الشَّاهان في فُروع الحَنَفيَّة)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ أربعٍ وتِسعين وتِسعِ مِائةٍ، وقيل: خمسٍ وتسعين وتِسعِ مِائةٍ [725] يُنظر: ((الأعلام)) للزركلي (2/ 38) ((هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين)) للبغدادي (1/ 229) ((إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون)) للبغدادي (4/ 380)، ((معجم المؤلفين)) لعمر كحالة (3/ 31). .

انظر أيضا: