موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الرَّابع: جلالُ الدِّينِ السُّيوطيُّ (ت: 911 هـ)


أبو الفَضلِ، جلالُ الدِّينِ، عَبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بكرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سابِقِ الدِّينِ الخُضَيريُّ، السُّيوطيُّ، الطُّولونيُّ، الشَّافعيُّ.
مَوْلِدُه:
وُلِد سَنةَ تسعٍ وأربعين وثَمان مِائةٍ.
مِن مَشَايِخِه:
جلال الدين المحلي، والبرهان البقاعي، وشمس الدين السخاوي، والكافيجي، والبُلقينيُّ، والشُّمُنِّي.
ومِن تَلَامِذَتِه:
شمسُ الدين الداودي، عبدُ الوَهَّابِ بنُ أحمدَ الشَّعْرانيُّ الشَّافِعيُّ، شمسُ الدين ابن طولون، مُحَمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ إياسٍ، مُحَمَّدُ بنُ عَليِّ بنِ أحمَدَ شمسُ الدِّينِ المالِكيُّ، زين الدين الشماع.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
الإمامُ الحافِظُ، المُؤَرِّخُ، الأديبُ، بَلَغَت مُصَنَّفاتُه سِتَّ مِائةِ مُصَنَّفٍ، كان الأغنياءُ والأُمراءُ يَزورونَه ويَعرِضونَ عليه الأموالَ والهدايا فيرُدُّها، وطَلَبَه السُّلطانُ مِرارًا فلم يَحضُرْ إلَيه، وأرسَلَ إلَيه هدايا فردَّها، كان يُلقَّبُ بابنِ الكُتُبِ؛ لِأنَّ أباه طَلَبَ مِن أمِّه أن تَأتيَه بكِتابٍ، ففاجَأها المُخاضُ، فولَدَتْه وهيَ بَينَ الكُتُبِ.
ومِن شِعْرِه:
فَوِّضْ أحاديثَ الصِّفاتِ
ولا تُشَبِّهْ أو تُعَطِّلْ
إنْ رُمْتَ إلَّا الخَوْضَ في
تحقيقِ مُعضَلِه فأَوِّلْ
عَقيدتُه:
تشرَّب السُّيوطيُّ العقيدةَ الأشعَريَّةَ، كما أنَّه سلك مَسلَكَ الصُّوفيَّةِ، ويدُلُّ على ذلك أنَّه ألَّف مُؤَلَّفاتٍ مِثْلَ: ((تأييدِ الحقيقةِ العَلِيَّة وتشييدِ الطَّريقةِ الشَّاذِليَّة))، و((التَّعظيم والمِنَّة في أنَّ أبوَيِ النَّبي في الجنَّة))، ((تنبيهُ الغَبي في تنزيهِ ابنِ عربي))، و((قَمْعُ المعارِضِ في نُصْرة ابنِ الفارِض))، ((القَولُ المُنجلي في تطَوُّر الوَلي)). ويُغني ذِكْرُ أسماءِ تلك الكُتُبِ عن بيانِ ما فيها.
ويكفي أنَّه قال في حَقِّ أبَوَي النَّبيِّ
ووالِدا خَيرِ خَلقِ اللهِ نُزْلُهما
في جَنَّةِ الخُلدِ عِلْم أي مَكنون
ومَن يُصَرِّحْ بكُفْرٍ أو بنارِ لظًى
في ذَيْنِ فهو لَعينٌ أي مَلعون [707] ينظر: ((الحاوي للفتاوي)) للسيوطي (2/ 391). .
أمَّا أشعَرِيَّتُه فظاهِرةٌ منتَشِرةٌ في كُتُبِه؛ منها أنَّه ذهب إلى أنَّ أوَّلَ واجبٍ على الإنسانِ هو النَّظَرُ، كما يقولُ الأشاعِرةُ. قال:
أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلَى الْمُكلَّفِ
مَعْرِفَةُ اللهِ وَقِيلَ الْفِكْرُ في
دَلِيلِهِ وَقِيلَ أَوَّلُ النَّظَرْ
وَقِيلَ قَصْدُهُ إِلَيْهِ الْمُعْتَبَرْ [708] ينظر: ((الكوكب الساطع نظم جمع الجوامع)) للسيوطي (ص: 34). .
وقَولُه: ((والرَّحمنُ صيغةُ مُبالَغةٍ مِنَ الرَّحمةِ، وأصلُها رِقَّةُ القَلبِ، واستِعمالُها في الباري تعالى بمعنى إرادةِ الخَيرِ مجازٌ؛ لاستِحالةِ الحقيقةِ عليه تعالى)) [709] ينظر: ((شرح عقود الجمان)) للسيوطي (ص: 2). .
وقَولُه في تفسيرِ قَولِه تعالى: ((بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ [المائدة: 64] : ((كنايةٌ عن سَعةِ جُودِه وكَرَمِه جِدًّا)) [710] ينظر: ((معترك الأقران في إعجاز القرآن)) للسيوطي (1/ 218). .
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((الأشباه والنَّظائر في النَّحْو))، وكتاب: ((حُسن المحاضَرة في تاريخ مِصرَ والقاهرة))، وكتاب: ((الإتقان في عُلوم القُرآنِ))، وكتاب: ((بُغْية الوُعاة في طَبَقات اللُّغَويِّين والنُّحاة))، وكتاب: ((الاقتراح في أصولِ النَّحْو))، وكتاب: ((المُزهِر في علوم اللُّغة)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ إحدى عشْرةَ وتِسعِ مِائةٍ [711] يُنظَر: ((درة الحجال في أسماء الرجال)) لابن القاضي (3/ 92)، ((الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة)) لنجم الدين الغزي (1/ 217)، ((سلم الوصول إلى طبقات الفحول)) لحاجي خليفة (2/ 248)، ((الأعلام)) للزركلي (3/ 301). .

انظر أيضا: