موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الثَّاني: الشَّيخُ خالِدٌ الأزهريُّ (ت: 905 هـ)


زَينُ الدِّينِ، خالِدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ أبي بَكرِ بنِ مُحَمَّدٍ الجرجيُّ، الشَّافِعيُّ، الأزهريُّ، المِصْريُّ، النَّحْويُّ، وكان يُعرَفُ بالوَقَّادِ.
مَوْلِدُه:
وُلِد سَنةَ ثمانٍ وثلاثين وثَمان مِائةٍ.
مِن مَشَايِخِه:
السَّخاويُّ، يعيشُ المَغربيُّ، وداودُ المالِكيُّ، والسَّنهوريُّ، والشُّمُنِّيُّ.
ومِن تَلَامِذَتِه:
ابنُ الحاجِبِ المِصريُّ، والعَضدُ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
اشتَغلَ وبَرعَ، وانتَفعَت به الطَّلَبةُ، ودَرَسَ المَعانيَ والبَيانَ والمَنطِقَ والأُصولَ والصَّرفَ والعَرَبيَّةَ، وبَرعَ في العَرَبيَّةِ، وأقرَأ الطَّلَبةَ ولازَمَ تَغري بَردَي القادِريَّ فقَرَّرَه في المَسجِدِ الَّذي بَناه الدَّوَادارُ بخانِ الخَليليِّ ومَشَى حالُه به.
عَقيدتُه:
دلَّت مُؤَلَّفاتُ الأزهريِّ على أنَّه كان مِن أهلِ السُّنَّةِ، يَظهَرُ ذلك في قَولِه: ((وبأن تأخيرَ البيانِ لوَقتِ الحاجةِ جائزٌ عَقْلًا باتِّفاقٍ عند الأُصوليِّينَ، ولُغةً عند النَّحويِّينَ، فلا يمتَنِعُ أن يتكَلَّمَ بالمُجمَلِ ويتأخَّرَ البَيانُ إلى وَقتِ الحاجةِ، كـ: مُخْتار ومُنْقاد؛ فإنَّهما مُجمَلانِ لترَدُّدِهما بين الفِعلِ والمفعولِ بقَلبِ عَينِهما المكسورةِ أو المفتوحةِ ألِفًا، وجائِزٌ شَرعًا على الأصَحِّ خِلافًا للمُعتَزِلةِ وكثيرٍ من أصحابِ أبي حنيفةَ وأصحابِ الظَّاهِرِ، وأبي إسحاقَ المَرْوزيِّ وأبي بكرٍ الصَّيرفيِّ؛ لأنَّ المرادَ بالبيانِ حُصولُ تمكُّنِ المكَلَّفِ مِن امتِثالِ الأمرِ، ولا حاجةَ لذلك إلَّا عند تعيينِ الامتِثالِ، فأمَّا قَبْلَ ذلك فلا)) [702] ينظر: ((شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو)) لخالد الأزهري (1/ 413). .
وقال أيضًا: ((المسألةُ الخامِسةُ: ممَّا يترجَّحُ فيه النَّصْبُ: أن يُتوَهَّمَ في الرَّفعِ أنَّ الفِعلَ المُشتَغِلَ بالضَّميرِ صِفةٌ لِما قَبْلَه، نحوُ: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر: 49]؛ لأنَّه إذا رُفِع «كُل» احتَمَل «خَلَقْنا» أن يكونَ خبرًا له، فيكونُ المعنى على عُمومِ خَلقِ كُلِّ المُمكِناتِ الموجودةِ بقَدَرٍ خيرًا كانت أو شَرًّا كما هو مذهَبُ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ، واحتَمَل أن يكونَ «خَلَقْنا» صِفةً لـ «شَيْء» و«بقَدَرٍ» خبرَ «كُل»، والتخصيصُ باللُّغةِ يُفهِمُ أنَّ ما لا يكونُ موصوفًا بها لا يكونُ بقَدَرٍ، والصِّفةُ هي المخلوقيَّةُ المنسوبةُ له، فالمخلوقيَّةُ التي لا تكونُ مَنسوبةً له لا تكونُ بقَدَرٍ، فيُوهِمُ أنَّ ثَمَّ مخلوقًا لغَيرِه تعالى، وهو مَذهَبُ المُعتَزِلةِ)) [703] ينظر: ((شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو)) لخالد الأزهري (1/ 451). .
وقال أيضًا: ((نحوُ: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ [البقرة: 167] ؛ فـ"يُرِي" بضَمِّ الياءِ مُضارِعُ «أَرى»، والهاءُ والميمُ مفعولٌ أوَّلُ، و"اللهُ" فاعِلٌ، و"أعمالَهم" مفعولٌ ثانٍ، و"حَسَراتٍ" مفعولٌ ثالِثٌ، قاله الزَّمخشريُّ. وهو مبنيٌّ على أنَّ الأعمالَ لا تُجَسَّمُ فلا تُدْرَكُ بحاسَّةِ البَصَرِ. قال الموضِّحُ في حواشيه: وهذا قَولُ المعتَزِلةِ، وأمَّا أهلُ السُّنَّةِ فيَعتَقِدون أنَّ الأعمالَ تُجَسُّمُ وتُوزنُ حقيقةً)) [704] ينظر: ((شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو)) لخالد الأزهري (1/ 386). .
مُصَنَّفَاتُه:
 مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((شرح الأزهريَّة في علم العَرَبيَّة))، وكتاب: ((شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النَّحْو))، وكتاب: ((مُوصِل الطُّلاب إلى قواعد الإعراب))، وكتاب: ((إعراب ألفية ابن مالك))، وكتاب: ((المقدمة الأزهرية))، وشرحها.
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ خمسٍ وتِسعِ مِائةٍ [705] يُنظَر: ((الضوء اللامع لأهل القرن التاسع)) للسخاوي (3/ 171)، ((الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة)) نجم الدين الغزي (1/ 190)، ((الأعلام)) للزركلي (2/ 297)، ((معجم المؤلفين)) لعمر كحالة (4/ 96). .

انظر أيضا: