موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ العِشرونَ: أبو جَعفرٍ الأندَلُسِيُّ (ت:779هـ)


أبو جَعفرٍ شِهابُ الدِّينِ أحمَدُ بنُ يوسُفَ بنِ مالِكٍ الرِّعينيُّ الغِرْناطيُّ، ثُمَّ البيريُّ، الأندَلُسيُّ. رَفيقُ ابنِ جابِرٍ الأعمَى، وهما المَشهورانِ بالأعمَى والبَصيرِ.
مَوْلِدُه:
وُلد بعد سَنةِ سَبعٍ وسَبْعِ مِائةٍ.
مِن مَشَايِخِه:
المِزِّي، وأبو حيان، وأحمد بن علي الجزري، وابنُ عَبدِ الهادي، ومُحَمَّدُ بنُ أبي بكرِ بنِ أحمَدَ بنِ عَبدِ الدَّائِمِ.
ومِن تَلَامِذَتِه:
أبو المعالي ابنُ عَشائِر، وشمس الدين ابن الجزري.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان عارِفًا بالنَّحوِ وفُنونِ اللِّسانِ، دَيِّنًا، حَسَنَ الخُلُقِ، شاعِرًا، ماهرًا، عارِفًا بفُنونِ الأدَبِ، أديبًا ماهِرًا، أوحَدَ في العَرَبيَّة، حَسَنَ المُعامَلة، مُقتَدِرًا على النَّظْمِ والنَّثْرِ، كَثيرَ التَّآليفِ في العَرَبيَّة وغَيرِها.
عَقيدتُه:
كثُرَ في مُؤَلَّفاتِ أبي جَعفَرٍ انتِقادُه للمُعتَزِلةِ؛ فمن ذلك قَولُه في قراءةِ مَن قرأ: هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ [الكهف: 44] بنَصْبِ «الحَقَّ»: ((وأمَّا قِراءةُ النَّصْبِ فقرأ بها أبو حَيوة، وزيدُ بنُ عَلِيٍّ، وعمرُو بنُ عُبَيدٍ، وابنُ أبي عَبلةَ، وأبو السَّمَّالِ، ووَجْهُها أنَّه منصوبٌ على التأكيدِ، كقَولِك: هذا عبدُ اللهِ الحقَّ لا الباطِلَ.
قال الزَّمخشريُّ: وهي قِراءةٌ حَسَنةٌ فَصيحةٌ، وعَمرُو بنُ عُبَيدٍ مِن أفصَحِ النَّاسِ وأنصَحِهم. انتهى. وفيه دَسيسةُ الاعتزالِ؛ لأنَّ عَمْرَو بنَ عُبَيدٍ رأسُ أهلِ الاعتِزالِ))
[652] ينظر: ((تحفة الأقران في ما قرئ بالتثليث من حروف القرآن)) لأبي جعفر الرعيني (ص: 138). .
وقال أيضًا: ((وقد ردَّت النُّحاةُ المعتَزِلةُ هذه القِراءةَ جَرْيًا على عادتِهم في ذلك، ولا يُلْتَفَتُ إليهم؛ لأنهم يُصَحِّحُون القراءةَ بنَحْوِهم، والأمرُ بالعَكْسِ، وكان حقَّهم أن يُصَحِّحوا نحوَهم بالقِراءةِ المتواتِرةِ.
وأعجَبُ شيءٍ فيهم أنَّهم إذا سَمِعوا بيتَ شِعرٍ لا يَعرِفون قائِلَه قد خرجَ عن قواعِدِ العَرَبيَّةِ، التَمَسوا له أحسنَ المخارجِ، واعتَذَروا عنه بأشدِّ العُذْرِ، وإذا رأَوا قراءةً منقولةً من طريقٍ صحيحٍ قد اعتنى بها الأئمَّةُ، إلَّا أنَّها قليلةُ النَّظيرِ، رَمَوها عن قَوس ٍواحِدٍ، وطَعَنوا فيها، وكان حقَّهم أن يَقْبَلوها ويُبَيِّنوا مَخْرجَها كما يَصنَعُه أهلُ السُّنَّةِ مِن أهلِ الصَّنعةِ))
[653] ينظر: ((تحفة الأقران في ما قرئ بالتثليث من حروف القرآن)) لأبي جعفر الرعيني (ص: 171). .
مِن شِعْرِه:
لا تُعادِ النَّاسَ في أوطانِهم
قَلَّما يُرعى غَريبُ الوَطَنْ
وإذا ما عِشْتَ عَيشًا بينهم
خالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنْ
مُصنَّفاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((تحفة الأقران فيما قُرِئ بالتثليث من حروفِ القُرآنِ))، وكتاب: ((الحُلَّة السرى في مدح خير الورى)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ تسعٍ وسبعين وسَبْعِ مِائةٍ [654] يُنظر: ((الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة)) لابن حجر (1/ 403)، ((كنوز الذهب في تاريخ حلب)) لأبي ذر سبط ابن العجمي (1/ 467)، ((بغية الوعاة)) للسيوطي (1/ 403)، ((شذرات الذهب في أخبار من ذهب) لابن العماد (8/ 450)، ((سلم الوصول إلى طبقات الفحول)) لحاجي خليفة (1/ 269). .

انظر أيضا: