موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ السَّابِعَ عَشَرَ: الفَيُّومي (ت: 770هـ)


أبو العبَّاسِ أحمدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الفَيوميُّ ثمَّ الحَمَويُّ، اللُّغَويُّ، النَّحْويُّ.
مِن مَشَايِخِه:
أبو حَيَّانَ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
اشتَغَل ومَهَر وتميَّز في العَرَبيَّةِ، ولَمَّا بنى المَلِكُ المؤَيَّدُ إسماعيلُ جامِعَ الدَّهشةِ قَرَّره في خطابَتِه.
عَقيدتُه:
انتَشَر في المِصباحِ دَحْضُ أقوالِ المُعتَزِلةِ وأهلِ البِدَعِ، واعتِبارُ قَولِ أهلِ السُّنَّةِ؛ فمِن ذلك قَولُه: ((ومَذهَبُ أهلِ السُّنَّةِ أنَّ الرُّوحَ هو النَّفْسُ النَّاطِقةُ المُستَعِدَّةُ للبيانِ وفَهْمِ الخِطابِ، ولا تَفْنى بفَناءِ الجَسَدِ، وأنَّه جَوهَرٌ لا عَرَضٌ)) [643] ينظر: ((المصباح المنير في غريب الشرح الكبير)) للفيومي (1/ 245). .
وقَولُه: ((ولا واسِطةَ بَيْنَ الصِّدقِ والكَذِبِ على مَذهَبِ أهلِ السُّنَّةِ)) [644] ينظر: ((المصباح المنير في غريب الشرح الكبير)) للفيومي (2/ 528). .
وقال كذلك: ((والجَبْرُ -وِزانُ فَلْسٍ- خِلافُ القَدَرِ، وهو القَولُ بأنَّ اللهَ يُجبِرُ عِبادَه على فِعْلِ المعاصي. وهو فاسِدٌ، وتعَرُّفُ أدِلَّتِه مِن عِلمِ الكَلامِ، بل هو قَضاءُ اللهِ على عِبادِه بما أراد وُقوعَه منهم؛ لأنَّه تعالى يَفعَلُ في مُلْكِه ما يريدُ، ويَحكُمُ في خَلْقِه ما يشاءُ)) [645] ينظر: ((المصباح المنير في غريب الشرح الكبير)) للفيومي (1/ 89). .
وقال أيضًا: ((ولخَفاءِ الفَرقِ في مواضِعَ مِن كلامِ العَرَبِ انتَحَل أهلُ البِدَعِ مَذاهِبَ لجَهْلِهم باللُّغةِ العَرَبيَّةِ. وقد نُقِلَ أنَّ أبا عَمْرِو بنَ العَلاءِ قال لعَمرِو بنِ عُبَيدٍ -وهو طاغيةُ المُعتَزِلةِ- لَمَّا انتَحَل القَولَ بوُجوبِ الوَعيدِ قياسًا على العَجَمِيَّة: «مِن العُجمةِ أُتِيتَ أبا عُثمانَ؛ إنَّ الوَعْدَ غيرُ الوَعيدِ» ويمكِنُ الفَرقُ بأنَّ الوَعدَ حاصِلٌ عن كَرَمٍ، وهو لا يتغَيَّرُ، فناسَبَ أن لا يتغَيَّرَ ما حصل عنه، والوَعيدَ حاصِلٌ عن غَضَبٍ في الشَّاهِدِ، والغَضَبُ قد يَسكُنُ ويَزولُ؛ فناسَبَ أن يكونَ كذلك ما حصَلَ عنه. وفرَّق بعضُهم أيضًا فقال: الوَعدُ حَقُّ العبادِ على اللهِ تعالى، ومَن أَولى بالوَفاءِ مِنَ اللهِ تعالى؟ والوَعيدُ حَقُّ اللهِ تعالى فإنْ عفا فقد أَولى الكرَمَ، وإن واخَذَ فبالذَّنبِ)) [646] ينظر: ((المصباح المنير في غريب الشرح الكبير)) للفيومي (2/ 664). .
مُصنَّفاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((المصباح المنير))، وكتاب: ((نَثْر الجُمان في تراجم الأعيان))، وكتاب: ((ديوان خطب)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ سبعين وسَبْعِ مِائةٍ [647] يُنظر: ((الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة)) لابن حجر (1/ 372)، ((بغية الوعاة)) للسيوطي (1/ 389)، ((سلم الوصول إلى طبقات الفحول)) حاجي خليفة (1/ 224)، ((الأعلام)) للزركلي (1/ 224)، ((معجم المؤلفين)) عمر كحالة (2/ 132). .

انظر أيضا: