موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ التَّاسِعَ عَشَرَ: ابنُ عُصفورٍ (ت: 669هـ)


أبو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ مُؤمِنِ بنِ مُحَمَّدٍ، الحَضْرَميُّ، الإشبيليُّ، النَّحْويُّ، اللُّغَويُّ، المفَسِّرُ، حامِلُ لِواءِ العَرَبيَّةِ بالأندَلُسِ في عَصْرِه.
مَوْلِدُه:
وُلِد سَنةَ سبعٍ وتِسعين وخَمسِ مِائةٍ.
مِن مَشَايِخِه:
عُمَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبدِ اللهِ الأَزْدِيُّ، وأبو عَليٍّ الشَّلَوبِينُ، وأبو الحَسَنِ الدَّبَّاج.
ومِن تَلَامِذَتِه:
أبو زكريَّاء يحيى اليفرينيُّ، والحسَنُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عذرةَ، وأبو عَبدِ اللهِ بنُ أُبَي، وأبو مُحَمَّدٍ مولى سَعيدِ بنِ حَكَمٍ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان أصبَرَ النَّاسِ على المُطالَعةِ لا يَمَلُّ من ذلك، جمع بين الحِفظِ والإتقانِ، والتصَوُّرِ وفَصاحةِ اللِّسانِ.
ومِن شِعْرِه:
لَمَّا تدنَّسْتُ بالتَّفريطِ في كِبَري
وصِرْتُ مُغرًى بشُربِ الرَّاحِ واللعسِ
رأيتُ أنَّ خِضابَ الشَّيبِ أستَرُ لي
إنَّ البَياضَ قَليلُ الحَملِ للدَّنَسِ
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((المُقَرَّب))، وكتاب: ((المُمتِع الكبير في التَّصريف))، وكتاب: ((ضَرائِر الشِّعْر))، وكتاب: ((السَّالف والعذار))، وكتاب: ((شرح الحماسة)).
عَقيدتُه:
كان ابنُ عُصفورٍ ماجِنًا قليلَ الدِّينِ، لا يَعبَأُ بالشَّرعِ، حتَّى إَّنه جلس في مجلِسِ شَرابٍ، فكان يُرجَمُ بالنَّارَنْجِ إلى أنْ مات.
ولم يكُنْ عِندَه شيءٌ من العِلمِ سِوى النَّحوِ، فلا يَعرِفُ الحديثَ ولا الفِقهَ ولا القِراءاتِ [575] ينظر: ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (15/ 173)، ((فوات الوفيات)) لابن شاكر الكتبي (3/ 110) .
وقد ظَهَر في مُصَنَّفِه ما يدُلُّ على جُنوحِه إلى مَذهَبِ المُعتَزِلةِ والأشاعِرةِ ومن وافَقَهم في تأويلِ الصِّفاتِ؛ حيثُ قال: ((وكذلك اليَدُ من النِّعْمةِ مُؤَنَّثةٌ، والدَّليلُ على تأنيثِها قَولُه تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ [المائدة: 64] ؛ لأنَّ اليَدَ في هذه الآيةِ النِّعْمةِ، بدليلِ قَولِه تعالى بَعْدَ ذلك: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ [المائدة: 64] ، فكأنَّهم قالوا: نِعَمُ اللَّهِ مَقبوضةٌ)) [576] ينظر: ((شرح جمل الزجاجي)) لابن عصفور (2/378). .
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ تسعٍ وستِّين وسِتِّ مِائةٍ [577] يُنظَر: ((عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية)) للغِبْرِيني (ص: 317)، ((فوات الوفيات)) للكتبي (3/ 109)، ((بغية الوعاة)) للسيوطي (2/ 210)، ((الأعلام)) للزركلي (5/ 27). .

انظر أيضا: